الثلاث المحببات إلى رسول الله صلى الله عليه وآله من الدنيا وعن الرضا (ع) الطيب من أخلاق الأنبياء وعن أبي الحسن وأبيه (ع) العطر من سنن المرسلين ولا سيما في الشارب فهو كرامة للكاتبين أيضا وفي عدة أخبار نبوية وغيرها الطيب يقوي القلب ويحفظ العقل ومن تطيب أول النهار لم يزل عقله معه إلى الليل ويزيد في الرزق و الباه وعن أبي عبد الله (ع) صلاة متطيب أفضل من سبعين صلاة بغير طيب وعن النبي صلى الله عليه وآله خطابا لعثمان بن مظعون لا تدع الطيب فإن الملائكة تستنشق ريحه من المؤمن وفي رواية أخرى ما ينفق فيه ليس بسرف وعن أبي عبد الله (ع) كان رسول الله صلى الله عليه وآله ينفق فيه أكثر مما ينفق في الطعام وعن أبي الحسن (ع) قال لي حبيبي جبرئيل تطيب يوما ويوما لا ويوم الجمعة لا بد منه ولا يترك وفي رواية أخرى عنه (ع) لا ينبغي للرجل أن يدع الطيب في كل يوم فإن لم يقدر أي الرجل على مسه كل يوم فيوم ويوم لا وإلا ففي كل جمعة ولا يدع ذلك وأحبه ما في الحديث النبوي للرجال ما ظهر ريحه وخفى لونه وللنساء بالعكس ما ظهر لونه وخفي ريحه وعن أبي عبد الله (ع) ينبغي للرجل أن يدخن ثيابه إذا قدر وعن النبي صلى الله عليه وآله إذا أتى أحدكم بريحان فليشمه وليضعه على عينيه فإنه من الجنة وعن أبي عبد الله (ع) مثله فإن قبلها أولا ثم صلى على النبي وآله كان له ما في رواية أبي هاشم عن العسكري (ع) من تناول وردة أو ريحانة فقبلها و وضعها على عينيه ثم صلى على محمد والأئمة كتب الله له من الحسنات مثل رمل عالج ومحا عنه من السيئات مثل ذلك والطيب مما يكره رده إذا عرض عليه لأنه من الكرامة وقد سلف حديث أمير المؤمنين (ع) لا يرد الكرامة إلا حمار وفسر في حديث أبي الحسن (ع) بالطيب والوسادة وعد أشياء باب المسكن و هو من ضروريات الانسان في معاشه وحقه أن يكون واسعا ففي عدة روايات أن من سعادة المرء وراحته وفضل عيشه في الدنيا سعة الدار وأن من شقاء العيش ضيق المنزل وأن من شوم الدار ضيقها وأن يكون جيرانها أبرارا فإن جار السوء من القواصم إن رأى حسنة أخفاها وإن رأى سيئة أفشاها كما ورد وتعوذ رسول الله صلى الله عليه وآله منه تراك عيناه ويرعاك قلبه إن رآك بخير ساءه وإن رآك بشر سره فيبتدئ بالنظر في أمر الجار ثم يتخذ الدار كيلا يشق عليه التحول بعد الإقامة وهذا معنى قوله صلى الله عليه وآله الجار ثم الدار ولا يجوز للمسلم أن يتوطن دار الحرب ابتداء ولا استدامة و ينبغي أن لا يرفع سمك ما يبنى أكثر من ثمانية أذرع شرعية فورد فيه عن أبي عبد الله (ع) أن من فعله نودي من الملك الموكل بالبناء أين تريد يا فاسق وفي بعض الروايات يا أفسق الفاسقين والظاهر اختصاص كراهة الزيادة بمورد أكثرها وهي السقوف فإنها مظنة الرياء والمباهات دون الجدران الحايطة ولا سيما إذا كان القصد بذلك الاحتفاظ ومزيد التستر وفي عدة أخبار أن ما زاد على الثمانية محتضر يعني أنه يسكنه الجن والشياطين أنها ليست في الأرض ولا في السماء وإنما تسكن الهواء فإن أراد دفعهم فليكتب آية الكرسي فيما بين الثمانية والزايد كما أمر به أبو عبد الله (ع) من شكى عبث الجن بأهل بيته وعياله وأن يبدأ بالبناء يوم الأحد ففي الاختيارات المنسوبة إلى أمير المؤمنين (ع) وفي الأحد البناء لأن فيه تبدى الله في خلق السماء ولا يستشكل بأن تعيين الأوقات ووجود الليل والنهار موقوفان على حركة فلك الشمس فكيف يعقل قبل ذلك يوم الأحد أما للفرق بين اليوم والنهار بأن الأول هو مطلق الزمان والثاني هو البياض الذي تفعله الشمس بطلوعها وبين السماء والفلك بأن الأول هو مراكز السبع السيارة والثاني أعم يشمل الأطلس واليوم مقدار دورة كاملة له وزيادة يسيرة هي مقدار سير الشمس بحركتها الخاصة المعكوسة فيصح تعيينه قبل خلق فلك الشمس وإن لم يكن إذا نهارا والمعنى أنه لما تم خلق الأفلاك وتعينت الأوقات كان تقدم ابتداء الخلق على ذلك بمقدار من الامتداد إذا وزع على مقتضى التعيين صادف يوم الأحد فلا اشكال وأن ينوي به التعبد حيث أمر الله باتخاذ المساكن ودفع الحر والبرد فهما ضرران يجب دفعهما عن النفس عقلا وشرعا ولا يبالغ فيه بالاشتغال به كثيرا فلم يضع رسول الله صلى الله عليه وآله لنفسه لبنة على لبنة ولا قصبة على قصبة وأن لكم في رسول الله أسوة حسنة وورد الأمر باتقان البناء و مدح الطين واللبن وذم الجص والأجر وإذا وجد جداره يريد أن ينقض إلى الطريق أو ملك الغير فليبادر إلى اصلاحه فإن أخر من غير عذر ضمن ما يجنيه بسقوطه على المشهور وينبغي أن يتخذ في الدار موضعا معدا للوضوء والغسل وموضعا معدا للبول والغايط وسائر النجاسات وموضعا للضيافة فورد أنه زكاة البيت كما سبق وورد أيضا اعداد موضع للصلاة والظاهر أنها تحديدات للأقل الذي لا غنى عنه فلا ينافيه اعداد موضع للدواب وآخر للأقوات والذخاير ونحو ذلك من مرافق المعيشة لمن كان من أهله والضابط الاقتصار على قدر الكفاف فعن أبي عبد الله (ع) أن الزايد عليه وبال على صاحبه يوم القيامة وورد في النبوي من بنى بناء رياء وسمعة حمله يوم القيامة من الأرض السابعة وهو نار يشتعل منه ثم يطوق في عنقه ويلقى في النار ولا يحبسه منها شئ دون قعرها إلا أن يتوب قيل يا رسول الله كيف يبني رياء وسمعة قال يبني فضلا على ما يكفيه استطالة به على جيرانه ومباهاة لإخوانه وعن أبي عبد الله (ع) من كسب مالا من غير حله سلط عليه البناء والماء والطين وفي عدة روايات أن تلك البقاع تسمى المنتقمة ولا يكسوا البيت خارجا ولا داخلا وهي من خصايص الكعبة وأما وضع الستر في بعض المواضع فالظاهر أنه ليس منها ولا يزخرف بالنقوش الملونة وأصل الزخرف الذهب وكمال حسن الشئ ولا يصور التماثيل فورد في رواية أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) قال جبرئيل يا محمد إن ربك ينهى عن تزويق البيوت قلت وما تزويق البيوت قال تصاوير التماثيل وكما يكره ابتداء يكره استدامة في البناء وغيره وعن النبي صلى الله عليه وآله لا يدخل الملائكة بيتا فيه كلب أو تمثال جسد أو إناء يبال فيه و
(٣١٦)