له بدعاء الرحمة ويرد العاطس وجوبا أخذا باليقين ولو في أثناء الصلاة وهل يسمت المصلي الذي عليه المحققون ومنهم المصنف نعم والخلاف منا غير معلوم ورواية غياث يحتمل التقية وليكن الرد بدعاء المغفرة أو الرحمة والمغفرة كلتيهما فعن أبي جعفر (ع) إذا سمت الرجل فليقل يرحمك الله وإذا رد فليقل يغفر الله لك ولنا وعن أمير المؤمنين (ع) إذا عطس أحدكم فسمتوه قولوا يرحمكم الله وهو يقول يغفر الله لكم ويرحمكم قال الله عز وجل وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها وله أن يجيب بدعاء الهداية والصلاح كما في حديث أبي عبد الله (ع) في حقوق المسلم على المسلم يسمته إذا عطس ويقول رحمك الله فيجيب بقول يهديكم الله ويصلح بالكم وعد التسميت في رواية أخرى عنه (ع) من فرض المؤمن على المؤمن وحملت على التأكيد ففيه فضل كثير إلا إذا زاد على ثلاث عطسات ولاء فورد فيه أنه لا يسمت وأنه زكام وفي رواية قيل له شفاك الله لأن ذلك من علة هذا كله في حق المسلم وأما تسميت الذمي فسيأتي في باب المعاشرة ورد جواب الكتاب واجب كوجوب رد السلام كذا ورد عن أبي عبد الله (ع) في صحيحة ابن سنان ويفتتح في الكتاب بالتسمية ولو بلفظ الجلالة لا سواه ثم يبتدي باسم المكتوب إليه قبل الكاتب فورد أن ذلك من الفضل يبدأ الرجل بأخيه يكرمه أو يكتب اسم الكاتب على الظهر وإن كان الكتاب في حاجة استثنى بذكر المشية فعن مراز بن حكيم أنه أمر أبو عبد الله (ع) بكتاب في حاجة فكتب ثم عرض عليه ولم يكن فيه استثناء فقال كيف رجوتم أن يتم هذا وليس فيه استثناء انظروا كل موضع لا يكون فيه استثناء فاستثنوا فيه ويتربه بأن يجعل عليه شيئا من التراب فهو سبب النجاح كما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله أتربوا الكتاب فإنه أنجح للحاجة باب الكلام وهو من جلائل نعم الله سبحانه على الانسان فإن المعاني المخطورة بباله لا يفي بالافصاح عنها سوى النطق فقدر بلطيف حكمته لذلك آلات سلسة مطاوعة يتصرف بها في الهواء الذي هو مادة التنفس فتقطع الأصوات وتتميز الحروف وتنتظم الألفاظ التي هي علامات المعاني ويحصل التفهم والتفهيم على غاية ما يتصور من خفة المؤنة وحقه أن يفتتح بالتسمية والتحميد لله والاستعاذة من الشيطان و الصلاة والسلام على النبي وآله ويخفض الصوت فإن أنكر الأصوات لصوت الحمير وعن النبي صلى الله عليه وآله إن الله يحب الصوت الخفيض ويبغض الصوت الرفيع وحد بأن لا يجاوز صوته مجلسه ولا يقصر عن اسماع المخاطب ولا يكثر فقلما يسلم من العثار مكثار ومن كثر كلامه كثر ملامة ويهذب اللفظ عن الحشو والزوايد ويبين المقصود من الكلام بتخليصه عن التعقيد والتشابه والايجاز المخل ويتفكر فيما يورده من الحجة لئلا تدحض أو يورد عليه ليكلم على وفقه ويسكت عند الغضب فإنه لا يكاد يتكلم فيه بكلام صالح ويذكر الله عند النسيان ويصلي على النبي وآله فهما مما يوجبان الذكر ويستثنى في محله وهو ما يفعله غدا ولا يحلف عليه فهو اجتراء على الله وتحكم على قضائه ويراعى الأدب مع المخاطب ولا سيما المحتشم ويتكلم بالقصير الجامع فخير الكلام ما قل ودل ويتوقف بين كل كلامين مما يقصد حفظه ليحفظ السامع ولا يبحث على متكلم قبل تمام الكلام فهو بمنزلة خدش الوجه ويستأذن العالم في السئول فإن أذن له سئل وإلا صبر إلى وقت آخر يكون له فيه انبساط ويحترز عن آفات اللسان وهي كثيرة والمذكور منها عدة متعاطفة بعضها على بعض مصدرة بحرف المجاوزة أكثرها وقوعا الخوض في ما لا يعني كالتحديث بأحوال الناس وسير الأولين لغير فائدة وقصة غرايب البلدان وأحوال الأسفار وترجيح بعض الأطعمة والثمار على بعض ونحو ذلك من المباحات مما يولع به أكثر الناس في مجامعهم ويشتغلون به عن خير كثير مثل ذكر الله والاستغفار والتفكر في آيات الآفاق والأنفس ونحو ذلك مع ما يدخله غالبا من الآفات الأخر كالكذب والغيبة والنميمة وغيرها ففيه تضييع الوقت منه ومن المستمعين بتفضيه من غير اكتساب فضل فيه مع امكانه وقساوة القلب فورد في النبوي لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسو القلب ووهن البدن بتجفيف الرطوبات التي يغتذي بها وتأخير الرزق بالاشتغال به عن الكسب وايذاء الحفظة باكثار الاملاء عليهم من العبث وارسال كتب من اللغو إلى الله تعالى فعن أمير المؤمنين (ع) كل كلام ليس فيه ذكر فهو لغو ومر (ع) برجل يتكلم فوقف عليه ثم قال يا هذا إنك تملي على حافظيك كتابا إلى ربك فتكلم بما يعنيك ودع ما لا يعنيك وقرائته ذلك بين يديه عز وجل يوم القيامة على رؤس الأشهاد حين يخرج له كتابا يلقيه منشورا اقرأ كتابك والحبس عن الجنة واشتغالا بذلك وطول الحساب لتفريغه واللوم والتعيير من الملائكة وسائر الأشهاد كما مر فيما سبق وايقاع الحجة على نفسه كما هو شأن للكثار وترك الحياء من الله سبحانه بالاشتغال بما ليس أمر الدنيا ولا الدين وسببه الحرص على معرفة ما لا حاجة به إليه أو المباسطة بالكلام على سبيل التودد أو ترجئة الوقت بحكايات بحكايات أحوال لا فائدة فيها وعلاجه العلم بالآفات المذكورة وأن الموت بين يديه وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد وهو مسؤول عن كل كلمة وأن أنفاسه رأس ماله و لسانه شبكة يقدر أن يقتنص بها الحور العين لاهمال ذلك من أفحش المغابن وأعظم الحسرات كما سبق وأن يلزم نفسه السكوت عن بعض ما يعني ليستقيم اللسان على ترك ما لا يعني وهو في العزلة أسهل وعن الفضول وهو زيادة الكلام على قدر الحاجة فيما يعني فإن من يتأدى مقصوده بكلمتين مثلا فأداه بأربع كلمات كانت الأخيرتان فضولا وهو كالأول أو دونه وعن الخوض في الباطل وهو الكلام في المعاصي كذكر أحوال النساء ومجالس الخمر ومقامات العاشقين وتنعم الأغنياء في تبذيراتهم و تجبر الملوك ومراسمهم المذمومة وأنواع الباطل لا يمكن أن يحصى لكثرتها وتفننها ومنها حكايات البدع والمذاهب الفاسدة وعن المراء ككتاب وهو الطعن في الكلام باظهار خلل فيه من جهة اللفظ أو المعنى أو طغيان اللسان من غير أن يرتبط به غرض سوى تحقير المتكلم واظهار المزية في المعرفة عليه وورد
(٣٢١)