الشك، أو الإحاطة بالمعلوم بجميع شؤونه وجهاته. (1) واصطلاحا: فرع من فروع علوم الحديث، وقد ذكروا لها تعاريف عدة:
فالشهيد الثاني عرفها بأنها: " علم يبحث فيه عن متن الحديث وطرقه؛ من صحيحها وسقيمها وعليلها، وما يحتاج إليه ليعرف المقبول منه من المردود ". (2) وعرفها الشيخ البهائي بقوله: " علم الدراية: علم يبحث فيه عن سند الحديث ومتنه وكيفية تحمله وآداب نقله ".
وأما موضوع علم الدراية: فهو سند الحديث ومتنه، وتعتبر مباحثه ومسائله عوارض وأوصافا يتصف بها السند والمتن. والغاية منه: التمييز بين الحديث المقبول والحديث المردود؛ لغرض استنباط الأحكام والعمل بها.
أما الفرق بين علم الدراية وعلم الرجال: فقد وردت في الكتب المعنية بهذا الموضوع مطالب شتى، منها: أن موضوع علم الدراية موضوع كلي يتناول الحديث من حيث سنده أو متنه أو كليهما، وغايته قبول أو رد الخبر. بينما موضوع علم الرجال جزئي ويبحث فيه عن أوصاف رواة السند فردا فردا، ولا صلة له بالمتن أو بمجموع السند، وغايته معرفة الراوي الضعيف من الثقة وما شابه ذلك.
وبعبارة أخرى: إن موضوع علم الرجال هو المحدث، وغايته معرفة أوصافه.
بينما الموضوع الذي يبحث علم الدراية هو الحديث، وغايته معرفة أقسام الحديث، وتدخل الأبحاث المتعلقة بمتن الحديث في إطار علم الدراية أيضا.
تطور تدوين علم الدراية عند الشيعة يمتاز علم الدراية لدى السنة بالقدم والوضوح عما عليه عند الشيعة، وكان متداولا بين علمائهم منذ عهد مديد، وقد ألفوا في هذا المضمار كتبا عديدة جدا. أما