(الثالث: المرسل؛ وهو ما رواه عن المعصوم من لم يدركه)، والمراد بالإدراك هنا: التلاقي في ذلك الحديث المحدث عنه؛ بأن رواه عنه بواسطة وإن أدركه، بمعنى اجتماعه معه ونحوه.
وبهذا المعنى يتحقق إرسال الصحابي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بأن يروي الحديث عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) بواسطة صحابي آخر، سواء كان الراوي تابعيا أم غيره، صغيرا أم كبيرا؛ وسواء كان الساقط واحدا أم أكثر؛ وسواء رواه (بغير واسطة) بأن قال التابعي: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مثلا، (أو بواسطة نسيها) بأن صرح بذلك، (أو تركها) مع علمه بها، (أو أبهمها) كقوله: " عن رجل " أو: " عن بعض أصحابنا " ونحو ذلك.
هذا هو المعنى العام للمرسل المتعارف عند أصحابنا.
(وقد يخص المرسل بإسناد التابعي إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من غير ذكر الواسطة) كقول سعيد بن المسيب: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كذا "، وهذا هو المعنى الأشهر له عند الجمهور (1).
وقيده بعضهم بما إذا كان التابعي المرسل كبيرا كابن المسيب (2)؛ وإلا فهو منقطع.
واختار جماعة منهم معناه العام الذي ذكرناه (3).
(ويطلق عليه) أي على المرسل: (المنقطع والمقطوع) أيضا (بإسقاط شخص واحد) من إسناده، (والمعضل) بفتح الضاد المعجمة (بإسقاط أكثر) من واحد. قيل:
إنه مأخوذ من قولهم: " أمر عضيل " أي مستغلق شديد (4). ومثاله: ما يرويه تابعي التابعي