أو قتل انقلبتم على أعقبكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا) (1)؛ فلولا علمه تعالى بانقلابهم لم يحسن منه التوبيخ عليه.
وأما ما رووه في شأن الصحابة إجمالا أيضا:
فمنه: ما رواه في الجمع بين الصحيحين (2) من مسند سهل بن سعد، في الحديث الثامن والعشرين من المتفق عليه قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " أنا فرطكم على الحوض، من ورد شرب ومن شرب لم يظمأ أبدا، وليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفونني، ثم يحال بيني وبينهم ".
قال أبو حازم: فسمع النعمان بن أبي عياش وأنا أحدثهم بهذا الحديث، فقال:
هكذا سمعت سهلا يقول؟ فقلت: نعم. فقال: أنا أشهد على أبي سعيد الخدري لسمعته يزيد فيقول: " إنهم من أمتي! فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك!! فأقول:
سحقا سحقا لمن يبدل بعدي " (3).
ومنه: ما رواه في الجمع بين الصحيحين - أيضا - من المتفق عليه في الحديث الستين من مسند عبد الله بن عباس رضي الله عنه، قال: إن النبي (صلى الله عليه وآله) قال:
" إنه سيجاء برجال من أمتي، فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: يا رب، أصحابي! فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك!! فأقول كما قال