____________________
مرادا به معناه الأصلي، كالجزاء المذكور بلفظ السيئة لوقوعه في صحبته من قوله تعالى: «وجزاء سيئة سيئة مثلها» (1)، فالمراد بالسية الثانية: الجزاء لا السيئة حقيقة، لكونه حقا فلا يكون سيئة، لكن لوقوعه في صحبة الأولى عبر عنه بالسيئة، ولا مشاكلة بهذا المعنى في عبارة الدعاء. وكأنه فهم أن معنى المشاكلة التعبير عن الشيء بلفظ غيره مرادا به معنى ذلك الغير لوقوعه في صحبته، وهذا شيء لم يقل به أحد قطعا، والله الملهم للصواب.
فإن قلت: فهل يكون قوله عليه السلام: «أو تدركه الرقة علي» تأكيدا لما قبله أو تأسيسا؟ قلت: بل هو تأسيس كما تدل عليه «أو» التي لأحد الأمرين، والرحمة والرقة وإن كانا مترادفين على ما في القاموس (2)، إلا أن تعليل كل منهما بعلة أوجب تغايرهما باعتبار باعثهما، فإنه عليه السلام علل الرحمة بقوله: «لسوء موقفي»، وإدراك الرقة بقوله:
«لسوء حالي»، فكانت إحداهما غير الأخرى، لأن سوء الموقف عبارة عن وقوفه موقف الخوف والوجل من الانتقام، وسوء الحال عبارة عن اجتراحه المآثم التي أوجبت له سوء الموقف، والله أعلم بمقاصد أوليائه.
قوله عليه السلام: «فينالني منه بدعوة هي أسمع لديك من دعائي» الفاء:
سببية، واتفقت نسخ الصحيفة الشريفة على نصب الفعل بعدها، ونظيره قوله تعالى في قراءة حفص: «لعلي أبلغ الأسباب. أسباب السموات فاطلع» (3) بالنصب (4).
واختلف النحويون في وجهه، فقال الكوفيون: هو ب «أن» مضمرة بعد الفاء وجوبا جوابا للترجي.
فإن قلت: فهل يكون قوله عليه السلام: «أو تدركه الرقة علي» تأكيدا لما قبله أو تأسيسا؟ قلت: بل هو تأسيس كما تدل عليه «أو» التي لأحد الأمرين، والرحمة والرقة وإن كانا مترادفين على ما في القاموس (2)، إلا أن تعليل كل منهما بعلة أوجب تغايرهما باعتبار باعثهما، فإنه عليه السلام علل الرحمة بقوله: «لسوء موقفي»، وإدراك الرقة بقوله:
«لسوء حالي»، فكانت إحداهما غير الأخرى، لأن سوء الموقف عبارة عن وقوفه موقف الخوف والوجل من الانتقام، وسوء الحال عبارة عن اجتراحه المآثم التي أوجبت له سوء الموقف، والله أعلم بمقاصد أوليائه.
قوله عليه السلام: «فينالني منه بدعوة هي أسمع لديك من دعائي» الفاء:
سببية، واتفقت نسخ الصحيفة الشريفة على نصب الفعل بعدها، ونظيره قوله تعالى في قراءة حفص: «لعلي أبلغ الأسباب. أسباب السموات فاطلع» (3) بالنصب (4).
واختلف النحويون في وجهه، فقال الكوفيون: هو ب «أن» مضمرة بعد الفاء وجوبا جوابا للترجي.