____________________
وقيل: معناه: أن الإنسان قد ينسى فضل الرب وعنايته في حالة الاستغناء، ويرى أن ما حصل له بسبب جهده وكده، فينسب ذلك إلى كفايته لا إلى عناية الله، ولم يدر أنه كم من باذل وسعه في الحرص لم يحصل إلا على خفي حنين، وأنه تعالى قد يرجع الغني آخر الأمر إلى حالة الفقر، ليتحقق أن ذلك الغنى لم يكن بفعله وكسبه، بل بحول الله وقوته.
حبب إليه الشيء: جعله محبوبا لديه، ولما كان في التحبيب معنى إنهاء المحبة وإيصالها إليه استعمل بكلمة «إلى»، أي: ألهمني بلطفك محبة صحبتهم أي:
معاشرتهم والارتباط بهم.
ولما كانت النفوس البشرية مجبولة على بغض الفقر وكراهيته، نافرة من صحبة الفقراء ومعاشرتهم، سأل عليه السلام ربه أن يحبب إليه صحبتهم، بأن يجعلها ملائمة لقلبه ليكون مائلا إليها، إذ كانت المحبة ميل القلب إلى ما يلائمه، وذلك لما في صحبتهم من رياضة النفس وتحليتها بالتواضع والتذلل، والتأسي بهم في القناعة باليسير من حطام الدنيا، والرضا بالقليل من متاعها، وصيانة النفس عن الانهماك في شهواتها ولذاتها، وترك طلب المنزلة والجاه والكرامة فيها، وقلة الحرص على طلب الحاجات والأوطار منها، وترك الخلطة مع أبناء الدنيا الراغبين فيها، والتفرد في الخلوات، وكثرة ذكر الموت وفناء نعيم الدنيا وزوال ملكها، والنظر إلى آثار القرون الماضية، والاعتبار بها وبالمباني الخربة والمنازل الدارسة والمعالم العافية للأمم الخالية، لنزولهم بها غالبا، واعتباراتهم تصاريف الزمان ونوائب الحدثان، واليقين بأمر المعاد، وشدة الشوق إلى نعيم دار القرار مع الأبرار، من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، ولذلك أمر الله سبحانه حبيبه المختار من خيار خلقه، بصبره نفسه معهم وحبسها على صحبتهم ومجالستهم،
حبب إليه الشيء: جعله محبوبا لديه، ولما كان في التحبيب معنى إنهاء المحبة وإيصالها إليه استعمل بكلمة «إلى»، أي: ألهمني بلطفك محبة صحبتهم أي:
معاشرتهم والارتباط بهم.
ولما كانت النفوس البشرية مجبولة على بغض الفقر وكراهيته، نافرة من صحبة الفقراء ومعاشرتهم، سأل عليه السلام ربه أن يحبب إليه صحبتهم، بأن يجعلها ملائمة لقلبه ليكون مائلا إليها، إذ كانت المحبة ميل القلب إلى ما يلائمه، وذلك لما في صحبتهم من رياضة النفس وتحليتها بالتواضع والتذلل، والتأسي بهم في القناعة باليسير من حطام الدنيا، والرضا بالقليل من متاعها، وصيانة النفس عن الانهماك في شهواتها ولذاتها، وترك طلب المنزلة والجاه والكرامة فيها، وقلة الحرص على طلب الحاجات والأوطار منها، وترك الخلطة مع أبناء الدنيا الراغبين فيها، والتفرد في الخلوات، وكثرة ذكر الموت وفناء نعيم الدنيا وزوال ملكها، والنظر إلى آثار القرون الماضية، والاعتبار بها وبالمباني الخربة والمنازل الدارسة والمعالم العافية للأمم الخالية، لنزولهم بها غالبا، واعتباراتهم تصاريف الزمان ونوائب الحدثان، واليقين بأمر المعاد، وشدة الشوق إلى نعيم دار القرار مع الأبرار، من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، ولذلك أمر الله سبحانه حبيبه المختار من خيار خلقه، بصبره نفسه معهم وحبسها على صحبتهم ومجالستهم،