رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٤ - الصفحة ٢٢٧
اللهم أشغل المشركين بالمشركين عن تناول أطراف المسلمين، وخذهم بالنقص عن تنقصهم، وثبطهم بالفرقة عن الاحتشاد عليهم.
____________________
جحاجحة جمع جحجاح، لأن أصل جمعه جحاجيح، فحذفت الياء وعوضت عنها التاء، ولذلك لا يثبتان معا ولا يسقطان معا (1).
قوله عليه السلام: «وسائر أمم الشرك» إلى آخره، أي: باقيهم، والأمم: جمع أمة، والمراد بها هنا: الصنف من الناس، أي: سائر أصناف الخلق المشركين.
والشرك بالكسر: من أشرك بالله أي: كفر، وهو مطلق الكفر المنتظم لكفر اليهود والنصارى، فإن الشرع قد نص على شرك أهل الكتاب قاطبة.
والمراد بأسمائهم: ما دل على ذواتهم، وبصفاتهم: ما دل على شيء من أحوالهم.
والواو من قوله: «وقد أحصيتهم»: للحال، أي: والحال أنك قد أحصيتهم أي:
علمتهم.
قال الفيومي: أحصيت الشيء بالألف: علمته (2).
وفي النهاية: في أسمائه تعالى المحصي: هو الذي أحصى كل شيء بعلمه وأحاط به، فلا يفوته دقيق منه ولا جليل، والإحصاء: العد والحفظ (3)، انتهى.
والمراد بمعرفته تعالى: علمه، وهو يؤيد قول أهل اللغة وبعض أرباب الأصول والميزان من أنهما مترادفان.
وأشرف على الشيء إشرافا: اطلع عليه، وهو على التمثيل، لأن أصله النظر من شرف، وهو المكان العالي، إذ النظر منه إلى الشيء أبلغ في الإحاطة به، والله أعلم.
شغله شغلا من باب نفع، والاسم: الشغل بالضم، وتضم الغين وتسكن للتخفيف، وهو ضد الفراغ.

(١) شرح الكافية في النحو: ج ٢ ص ١٦٣.
(٢) المصباح المنير: ص ١٩٢.
(٣) النهاية لابن الأثير: ج 1 ص 397.
(٢٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 ... » »»
الفهرست