____________________
ثم أعاده بصيغة الإفراد فقال: منها وأهلها ووزرها وثقلها ومثلها؟ قلت: قد نص علماء العربية على أن الأحسن والغالب في جمع المؤنث غير العاقل إن كان للقلة أن يعاد الضمير إليه بصيغة الجمع، وإن كان للكثرة أن يعاد بصيغة الإفراد، كما قال تعالى: «إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا» (1) إلى أن قال:
«منها أربعة حرم» (2)، فأعاد «منها» بصيغة الإفراد على الشهور وهي للكثرة، ثم قال:
«فلا تظلموا فيهن أنفسكم» (3)، فأعاده جمعا على أربعة حرم وهي للقلة.
وذكر الفراء لهذه القاعدة سرا لطيفا، وهو أن المميز مع جمع الكثرة - وهو ما زاد على العشرة - لما كان واحدا وحد الضمير، ومع جمع القلة لما كان جمعا جمع الضمير (4).
إذا عرفت ذلك فإعادته عليه السلام الضمير أولا بصيغة الجمع نظرا إلى هذه القاعدة، إذ كان جمع السلامة مذكرا كان أو مؤنثا موضوعا للقلة كما نص عليه النحويون، وإعادته ثانيا بصيغة الإفراد نظرا إلى قوله: «كلهن» لدلالته على الكثرة، والله أعلم.
تنبيهان:
الأول:
ذهب المعتزلة إلى أن رد المظالم شرط في صحة التوبة، فقالوا: لا تصح التوبة عن مظلمة دون الخروج عن تلك المظلمة، كرد المال أو الاستبراء منه، أو الاعتذار إلى المغتاب واسترضائه إن بلغه الغيبة ونحو ذلك.
وذهب أصحابنا الإمامية ووافقهم الأشعرية إلى أن ذلك واجب برأسه
«منها أربعة حرم» (2)، فأعاد «منها» بصيغة الإفراد على الشهور وهي للكثرة، ثم قال:
«فلا تظلموا فيهن أنفسكم» (3)، فأعاده جمعا على أربعة حرم وهي للقلة.
وذكر الفراء لهذه القاعدة سرا لطيفا، وهو أن المميز مع جمع الكثرة - وهو ما زاد على العشرة - لما كان واحدا وحد الضمير، ومع جمع القلة لما كان جمعا جمع الضمير (4).
إذا عرفت ذلك فإعادته عليه السلام الضمير أولا بصيغة الجمع نظرا إلى هذه القاعدة، إذ كان جمع السلامة مذكرا كان أو مؤنثا موضوعا للقلة كما نص عليه النحويون، وإعادته ثانيا بصيغة الإفراد نظرا إلى قوله: «كلهن» لدلالته على الكثرة، والله أعلم.
تنبيهان:
الأول:
ذهب المعتزلة إلى أن رد المظالم شرط في صحة التوبة، فقالوا: لا تصح التوبة عن مظلمة دون الخروج عن تلك المظلمة، كرد المال أو الاستبراء منه، أو الاعتذار إلى المغتاب واسترضائه إن بلغه الغيبة ونحو ذلك.
وذهب أصحابنا الإمامية ووافقهم الأشعرية إلى أن ذلك واجب برأسه