____________________
ويجوز أن يراد به القلب الذي هو المضغة الصنوبرية المودعة في التجويف الأيسر من الصدر، باعتبار أنه محل اللطيفة الإنسانية، ولذا ينسب إليه الصلاح والفساد.
وقول المحققين: ليس للشيطان على القلب سبيل، فالمراد بالقلب اللطيفة الربانية النورانية العالمة، التي هي مهبط الأنوار الالهية وبها يكون الإنسان إنسانا، فهي حقيقة الإنسان وبها يستعد لامتثال الأحكام، وبها صلاح البدن وفساده، ويعبر عنها بالنفس الناطقة تارة «ونفس وما سويها» (1)، وبالروح أخرى «قل الروح من أمر ربي» (2)، وقد يعبر عنها بالعقل باعتبار تجردها ونسبتها إلى عالم القدس، إذ هي بهذا الاعتبار تعقل نفسها وتحبسها عما يقتضيه تعلقها بالبدن، من الشرور والمفاسد المانعة لها من الرجوع إلى عالمها القدسي، وهي جوهر مجرد عن المادة في ذاتها دون فعلها في الأبدان بالتصرف والتدبير.
قال بعضهم: إنما عظم الشارع أمر القلب، لصدور الأفعال الاختيارية عنه وعما يقوم به من العلوم، ورتب الأمر فيه على المضغة، والمراد بها العقل الذي هو النفس الناطقة المتعلقة بها، فذلك من إطلاق اسم المحل على الحال، انتهى.
ومما يدل على ما قاله المحققون من عدم تسلط الشيطان على قلب المؤمن، ما رواه ثقة الإسلام في الكافي عن الصادق عليه السلام:
أن الله تعالى يبتلي المؤمن بكل بلية ويميته بكل ميتة، ولا يبتليه بذهاب عقله، أما ترى أيوب كيف سلط إبليس على ماله وولده وعلى أهله وعلى كل شيء منه، ولم يسلط على عقله، ترك له يوحد الله به (3).
وفي هذا المعنى أحاديث آخر من طريق أهل البيت عليهم السلام.
قوله عليه السلام: «أجريته مجاري دمائنا» المجاري: جمع مجرى، وهو إما مصدر
وقول المحققين: ليس للشيطان على القلب سبيل، فالمراد بالقلب اللطيفة الربانية النورانية العالمة، التي هي مهبط الأنوار الالهية وبها يكون الإنسان إنسانا، فهي حقيقة الإنسان وبها يستعد لامتثال الأحكام، وبها صلاح البدن وفساده، ويعبر عنها بالنفس الناطقة تارة «ونفس وما سويها» (1)، وبالروح أخرى «قل الروح من أمر ربي» (2)، وقد يعبر عنها بالعقل باعتبار تجردها ونسبتها إلى عالم القدس، إذ هي بهذا الاعتبار تعقل نفسها وتحبسها عما يقتضيه تعلقها بالبدن، من الشرور والمفاسد المانعة لها من الرجوع إلى عالمها القدسي، وهي جوهر مجرد عن المادة في ذاتها دون فعلها في الأبدان بالتصرف والتدبير.
قال بعضهم: إنما عظم الشارع أمر القلب، لصدور الأفعال الاختيارية عنه وعما يقوم به من العلوم، ورتب الأمر فيه على المضغة، والمراد بها العقل الذي هو النفس الناطقة المتعلقة بها، فذلك من إطلاق اسم المحل على الحال، انتهى.
ومما يدل على ما قاله المحققون من عدم تسلط الشيطان على قلب المؤمن، ما رواه ثقة الإسلام في الكافي عن الصادق عليه السلام:
أن الله تعالى يبتلي المؤمن بكل بلية ويميته بكل ميتة، ولا يبتليه بذهاب عقله، أما ترى أيوب كيف سلط إبليس على ماله وولده وعلى أهله وعلى كل شيء منه، ولم يسلط على عقله، ترك له يوحد الله به (3).
وفي هذا المعنى أحاديث آخر من طريق أهل البيت عليهم السلام.
قوله عليه السلام: «أجريته مجاري دمائنا» المجاري: جمع مجرى، وهو إما مصدر