____________________
وإما بمعنى صيرت، فيكون متعديا إلى مفعولين، أولهما: عدوا، وثانيهما: الظرف المتقدم، قدم على الأول مسارعة إلى بيان العداوة، وهو متعلق بمحذوف أي: عدوا كائنا لنا، فإن خبر «صار» في الحقيقة والكون المقدر العامل في الظرف.
وجملة «يكيدنا» في محل نصب صفة لعدو.
تنبيه اختلفوا في سبب عداوة إبليس لآدم عليه السلام وذريته، فقال بعضهم: إنه الحسد، وذلك أن إبليس لما رأى ما أكرم (1) الله به آدم، من إسجاد الملائكة له وتعليمه ما لم يطلع عليه الملائكة، حسده وعاداه وذريته.
وقال آخرون: إن السبب هو تباين أصليهما، ولمنافرة الأصلين أثر قوي في منافرة الفرعين، قالوا: وتباين أصليهما هو منشأ القياس الفاسد من إبليس حين أمر بالسجود، وذلك قوله: «أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين» (2)، فكأنه في خطابه يقول: إن آدم جسماني كثيف وأنا روحاني لطيف، والجسماني أدون حالا من الروحاني، والأدون كيف يليق أن يكون مسجودا للأعلى؟ وأيضا فإن أصل آدم من صلصال من حمأ مسنون، والصلصال في غاية الدناءة، وأصلي من أشرف العناصر، وإذا كان أصلي خيرا من أصله وجب أن أكون خيرا منه وأشرف، والأشرف يقبح أن يأمر بالسجود للأدون. قالوا: فكان ذلك قياسا، فأول من قاس هو إبليس، فأجابه الله جوابا على سبيل التنبيه دون التصريح: «اخرج منها مذءوما مدحورا» (3).
قال بعض الفضلاء: وتقريره أن الذي قاله تعالى نص بحكم الحكمة الإلهية والقدرة الربانية، والذي قاله إبليس قياس، ومن عارض النص بالقياس كان
وجملة «يكيدنا» في محل نصب صفة لعدو.
تنبيه اختلفوا في سبب عداوة إبليس لآدم عليه السلام وذريته، فقال بعضهم: إنه الحسد، وذلك أن إبليس لما رأى ما أكرم (1) الله به آدم، من إسجاد الملائكة له وتعليمه ما لم يطلع عليه الملائكة، حسده وعاداه وذريته.
وقال آخرون: إن السبب هو تباين أصليهما، ولمنافرة الأصلين أثر قوي في منافرة الفرعين، قالوا: وتباين أصليهما هو منشأ القياس الفاسد من إبليس حين أمر بالسجود، وذلك قوله: «أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين» (2)، فكأنه في خطابه يقول: إن آدم جسماني كثيف وأنا روحاني لطيف، والجسماني أدون حالا من الروحاني، والأدون كيف يليق أن يكون مسجودا للأعلى؟ وأيضا فإن أصل آدم من صلصال من حمأ مسنون، والصلصال في غاية الدناءة، وأصلي من أشرف العناصر، وإذا كان أصلي خيرا من أصله وجب أن أكون خيرا منه وأشرف، والأشرف يقبح أن يأمر بالسجود للأدون. قالوا: فكان ذلك قياسا، فأول من قاس هو إبليس، فأجابه الله جوابا على سبيل التنبيه دون التصريح: «اخرج منها مذءوما مدحورا» (3).
قال بعض الفضلاء: وتقريره أن الذي قاله تعالى نص بحكم الحكمة الإلهية والقدرة الربانية، والذي قاله إبليس قياس، ومن عارض النص بالقياس كان