____________________
قتر عليه قترا وقتورا - من بابي ضرب وقعد - وأقتر إقتارا وقتر تقتيرا: ضيق عليه في النفقة، ومثله: قدر بالدال - من باب ضرب -، ومنه قوله تعالى: «الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له» (1).
والرزق اسم لما يسوقه الله إلى الحيوان فينتفع به، فيكون متناولا للحلال والحرام، هذا قول الأشعري.
وقالت المعتزلة: هو عبارة عن مملوك ينتفع به المالك، فلا يكون الحرام رزقا.
وقد أسلفنا الكلام على هذه المسألة في الروضة الأولى فليرجع إليه.
واعلم أن الله سبحانه وتعالى يبتلي أنبياءه وأولياءه وعباده الصالحين بتقتير الرزق، لوجوه من الحكمة وضروب من المصلحة، اقتضتها عنايته سبحانه بهم، كما دل عليه صحيح الخبر ومستفيض الأثر.
منها: إكرامهم وصيانتهم عن الاشتغال بالدنيا وقنياتها والتنعم بطيباتها، لما تقرر من أن الدنيا والآخرة ضرتان، بقدر ما يقرب من إحداهما يبعد من الأخرى (2). والأنبياء عليهم السلام ومن سلك سبيلهم، وإن كانوا أكمل الخلق نفوسا، وأقواهم استعدادا لقبول الكمالات النفسانية، إلا أنهم محتاجون إلى الرياضات التامة بالإعراض عن الدنيا وطيباتها، وهو الزهد الحقيقي، وإلى تطويع نفوسهم الأمارة لنفوسهم المطمئنة بالعبادة التامة، كما هو المشهود من أحوالهم
والرزق اسم لما يسوقه الله إلى الحيوان فينتفع به، فيكون متناولا للحلال والحرام، هذا قول الأشعري.
وقالت المعتزلة: هو عبارة عن مملوك ينتفع به المالك، فلا يكون الحرام رزقا.
وقد أسلفنا الكلام على هذه المسألة في الروضة الأولى فليرجع إليه.
واعلم أن الله سبحانه وتعالى يبتلي أنبياءه وأولياءه وعباده الصالحين بتقتير الرزق، لوجوه من الحكمة وضروب من المصلحة، اقتضتها عنايته سبحانه بهم، كما دل عليه صحيح الخبر ومستفيض الأثر.
منها: إكرامهم وصيانتهم عن الاشتغال بالدنيا وقنياتها والتنعم بطيباتها، لما تقرر من أن الدنيا والآخرة ضرتان، بقدر ما يقرب من إحداهما يبعد من الأخرى (2). والأنبياء عليهم السلام ومن سلك سبيلهم، وإن كانوا أكمل الخلق نفوسا، وأقواهم استعدادا لقبول الكمالات النفسانية، إلا أنهم محتاجون إلى الرياضات التامة بالإعراض عن الدنيا وطيباتها، وهو الزهد الحقيقي، وإلى تطويع نفوسهم الأمارة لنفوسهم المطمئنة بالعبادة التامة، كما هو المشهود من أحوالهم