____________________
ألفان فصاروا خمسة. وقيل: كانوا ثمانية آلاف، أمدوا أولا بثلاثة، ثم أمدوا بخمسة فصاروا ثمانية. وقيل: كانوا تسعة آلاف باعتبار الألف الأول.
وقيل: إن الملائكة لم تقاتل في بدر ولا في غيره، وإنما كانوا يكثرون السواد، ويثبتون المسلمين بإشعارهم بأن النصر لهم، ويلقون الرعب في قلوب المشركين، وإلا فلو قاتل واحد من الملائكة جميع البشر لم يثبتوا، ولاستأصلهم بأجمعهم ببعض قوته، فإن جبرئيل رفع مدائن قوم لوط - كما جاء في الخبر على خافقة من جناحه حتى بلغ بها إلى السماء، ثم قلبها فجعل عاليها سافلها (1)، فما عسى أن يبلغ قوة ألف رجل من قريش، ليحتاج في مقاومتها وحربها إلى ألف من ملائكة السماء أو أكثر؟ مضافين إلى ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا من بني آدم.
وأما قوله تعالى: «فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان» (2) فأمر للمسلمين لا للملائكة.
ولقائل أن يقول: قد كان الله عز وجل قادرا على تكثير سواد المسلمين في أعين المشركين، وأن يثبت قلوبهم، ويلقي الرعب في قلوب المشركين، من غير حاجة إلى إنزال الملائكة. فإن قيل: لعل في إنزالهم لطفا للمكلفين، قلنا: ولعل في قتالهم ومحاربتهم لطفا لهم أيضا، فلا وجه لإنكار قتالهم.
وزاد أبو بكر الأصم على هذا القول، فأنكر إمداد الملائكة مطلقا (3) مع أن نص القرآن المجيد ناطق به، وأورد في ذلك شبها لا يليق بنا ذكرها، وهي مما وسوس بها الشيطان الرجيم في صدره، ونفث بها على لسانه، نعوذ بالله من الحور بعد الكور.
وقيل: إن الملائكة لم تقاتل في بدر ولا في غيره، وإنما كانوا يكثرون السواد، ويثبتون المسلمين بإشعارهم بأن النصر لهم، ويلقون الرعب في قلوب المشركين، وإلا فلو قاتل واحد من الملائكة جميع البشر لم يثبتوا، ولاستأصلهم بأجمعهم ببعض قوته، فإن جبرئيل رفع مدائن قوم لوط - كما جاء في الخبر على خافقة من جناحه حتى بلغ بها إلى السماء، ثم قلبها فجعل عاليها سافلها (1)، فما عسى أن يبلغ قوة ألف رجل من قريش، ليحتاج في مقاومتها وحربها إلى ألف من ملائكة السماء أو أكثر؟ مضافين إلى ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا من بني آدم.
وأما قوله تعالى: «فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان» (2) فأمر للمسلمين لا للملائكة.
ولقائل أن يقول: قد كان الله عز وجل قادرا على تكثير سواد المسلمين في أعين المشركين، وأن يثبت قلوبهم، ويلقي الرعب في قلوب المشركين، من غير حاجة إلى إنزال الملائكة. فإن قيل: لعل في إنزالهم لطفا للمكلفين، قلنا: ولعل في قتالهم ومحاربتهم لطفا لهم أيضا، فلا وجه لإنكار قتالهم.
وزاد أبو بكر الأصم على هذا القول، فأنكر إمداد الملائكة مطلقا (3) مع أن نص القرآن المجيد ناطق به، وأورد في ذلك شبها لا يليق بنا ذكرها، وهي مما وسوس بها الشيطان الرجيم في صدره، ونفث بها على لسانه، نعوذ بالله من الحور بعد الكور.