____________________
الإحسان؟ فقال: الإحسان أن تحسن صحبتهما، وأن لا تكلفهما أن يسألاك شيئا مما يحتاجان إليه وإن كانا مستغنيين، أليس يقول الله عز وجل: «لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون»؟ قال: ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: وأما قول الله عز وجل: «إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما»، قال: إن أضجراك فلا تقل لهما أف، ولا تنهرهما إن ضرباك، قال: «وقل لهما قولا كريما»، قال: إن ضرباك فقل لهما: غفر الله لكما، فذلك منك قول كريم، قال:
«واخفض لهما جناح الذل من الرحمة»، قال: لا تملأ عينيك من النظر إليهما إلا برحمة ورقة، ولا ترفع صوتك فوق أصواتهما ولا يدك فوق أيديهما، ولا تقدم قدامهما (1).
وعن معاذ بن جبل قال: بلغنا أن الله تعالى كلم موسى عليه السلام ثلاثة آلاف وخمسمائة مرة، وكان آخر كلامه. يا رب أوصني، قال: أوصيك بامك حتى قال سبع مرات، ثم قال: يا موسى ألا إن رضاها رضاي وسخطها سخطي (2).
وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: يا رسول الله إني راغب في الجهاد نشيط، قال: فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: فجاهد في سبيل الله، فإنك إن تقتل تكن حيا عند الله ترزق، وإن تمت فقد وقع أجرك على الله وإن رجعت رجعت من الذنوب كما ولدت، قال: يا رسول الله إن لي والدين كبيرين يزعمان أنهما يأنسان بي ويكرهان خروجي، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: فقر مع والديك، فو الذي نفسي بيده لانسهما بك يوما وليلة خير من جهاد سنة (3).
وقد دلت هذه الأخبار على أن أكثر حقوق الوالدين وبرهما كما يجب، مما
«واخفض لهما جناح الذل من الرحمة»، قال: لا تملأ عينيك من النظر إليهما إلا برحمة ورقة، ولا ترفع صوتك فوق أصواتهما ولا يدك فوق أيديهما، ولا تقدم قدامهما (1).
وعن معاذ بن جبل قال: بلغنا أن الله تعالى كلم موسى عليه السلام ثلاثة آلاف وخمسمائة مرة، وكان آخر كلامه. يا رب أوصني، قال: أوصيك بامك حتى قال سبع مرات، ثم قال: يا موسى ألا إن رضاها رضاي وسخطها سخطي (2).
وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: يا رسول الله إني راغب في الجهاد نشيط، قال: فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: فجاهد في سبيل الله، فإنك إن تقتل تكن حيا عند الله ترزق، وإن تمت فقد وقع أجرك على الله وإن رجعت رجعت من الذنوب كما ولدت، قال: يا رسول الله إن لي والدين كبيرين يزعمان أنهما يأنسان بي ويكرهان خروجي، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: فقر مع والديك، فو الذي نفسي بيده لانسهما بك يوما وليلة خير من جهاد سنة (3).
وقد دلت هذه الأخبار على أن أكثر حقوق الوالدين وبرهما كما يجب، مما