____________________
قال: عرض علي ربي أن يجعل لي بطحاء مكة ذهبا، فقلت: لا يا رب، ولكن أشبع يوما وأجوع يوما، فإذا جعت تضرعت إليك وذكرتك، وإذا شبعت شكرتك وحمدتك (1). ودعاء سيد العابدين عليه السلام إذا قتر عليه الرزق داخل في هذا الباب، والله أعلم.
الابتلاء: الاختبار، وابتلاء الله تعالى عبارة عن معاملته لعباده معاملة المبتلي المختبر، لأنه سبحانه عالم الخفيات والسرائر وما كان وما يكون، فلا يتصور في حقه الاختبار حقيقة، وقد تقدم بيان ذلك مبسوطا في الروضة الأولى والروضة السادسة، فليرجع إليه.
وسوء الظن هنا: عبارة عن عدم اليقين بأن الأرزاق إنما تكون من الله سبحانه وتعالى، وأنها صادرة عن قسمته الربانية، المكتوبة بقلم القضاء الإلهي في اللوح المحفوظ الذي هو خزانة كل شيء كما قال عز شأنه في محكم كتابه: «نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا» (2)، وأن حصولها إلى المرزوقين بمقتضى قسمته تعالى، كما قال الله سبحانه وتعالى: «وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم» (3)، فلا يزيد فيه حيلة محتال، ولا ينقص منه عجز عاجز، فعدم اليقين بذلك إما شك فيه، أو اعتقاد راجح بان الأمر على خلاف ذلك، وكل منهما سوء ظن ناشئ من ضعف القلب لاستيلاء مرض الوهم عليه، فإن الوهم كثيرا ما يعارض اليقين، كمن تراه لا يبيت وحده مع ميت وهو يبيت مع جماد، مع علمه بأن
الابتلاء: الاختبار، وابتلاء الله تعالى عبارة عن معاملته لعباده معاملة المبتلي المختبر، لأنه سبحانه عالم الخفيات والسرائر وما كان وما يكون، فلا يتصور في حقه الاختبار حقيقة، وقد تقدم بيان ذلك مبسوطا في الروضة الأولى والروضة السادسة، فليرجع إليه.
وسوء الظن هنا: عبارة عن عدم اليقين بأن الأرزاق إنما تكون من الله سبحانه وتعالى، وأنها صادرة عن قسمته الربانية، المكتوبة بقلم القضاء الإلهي في اللوح المحفوظ الذي هو خزانة كل شيء كما قال عز شأنه في محكم كتابه: «نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا» (2)، وأن حصولها إلى المرزوقين بمقتضى قسمته تعالى، كما قال الله سبحانه وتعالى: «وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم» (3)، فلا يزيد فيه حيلة محتال، ولا ينقص منه عجز عاجز، فعدم اليقين بذلك إما شك فيه، أو اعتقاد راجح بان الأمر على خلاف ذلك، وكل منهما سوء ظن ناشئ من ضعف القلب لاستيلاء مرض الوهم عليه، فإن الوهم كثيرا ما يعارض اليقين، كمن تراه لا يبيت وحده مع ميت وهو يبيت مع جماد، مع علمه بأن