رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٤ - الصفحة ٢٤٢

____________________
وفي التنزيل «ومن لم يطعمه فإنه مني» (1)، وقال عليه السلام في زمزم: إنها طعام طعم (2) بالضم أي: يشبع منه الإنسان.
والأدواء: جمع داء، وهو المرض.
قال الفيومي: وهو مصدر داء الرجل والعضو يداء من باب تعب (3).
وخسف المكان خسفا وخسوفا - من باب ضرب -: غار في الأرض، وخسفه الله، يتعدى ولا يتعدى، قال تعالى: «فخسفنا به وبداره الأرض» (4).
ومعنى رميها بالخسوف: أن يخسف بها، كما يقال: رماه الله بالعلة أي: أعله، وأصله في الأعيان وفيما يكون ذا صلابة منها كالحجر والسهم والعصا، ثم استعمل في الأقوال والمعاني، فقيل: رماه بفاحشة، ورماه بداهية، إيذانا بشدة التأثير والإيلام، وهي استعارة تبعية. وخفي هذا المعنى على بعض المترجمين، فظن أن الرمي لا يستعمل إلا في السهم، فقال: شبه الخسوف بالسهم فأثبت له الرمي، أي: ارم بلادهم بسهم الخسوف، وهو جهل منه بمصطلحات لغة العرب.
وألح الرجل على الشيء إلحاحا: دام عليه ولزمه مواظبا.
والقذوف: جمع قذف، وهي الرمي بالحجارة.
وقال الطيبي في شرح المشكاة في حديث: فإنه يكون بها خسف في الأرض وقذف، أي: ريح شديد بارد، أو قذف الأرض الموتى بعد الدفن، أو رمي بأمطار الأحجار (5)، انتهى.
ومعنى ألح عليها بالقذوف أي: اجعل القذوف عليها دائمة، مواظبة لها، لا تنقطع عنها.

(١) سورة البقرة: الآية ٢٤٩.
(٢) تهذيب الأسماء واللغات: الجزء الأول من القسم الثاني ص ١٣٩.
(٣) المصباح المنير: ص 278.
(4) سورة القصص: الآية 81.
(5) لا يوجد لدينا هذا الكتاب.
(٢٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 237 238 239 240 241 242 245 246 247 248 249 ... » »»
الفهرست