____________________
و «من» في قوله: «من سره» و «من ذنوبه»: مبينة ل «ما» في الموضعين، قدمت على المبهم المبين جوازا، نحو: عندي من المال ما يكفيني.
قال الرضي: وإنما جاز تقديم «من» المبينة على المبهم في نحو: أنا من خطه في روضة، ومن رعايته في حرم، وعندي من المال ما يكفي، ومن الخيل عشرون، لأن المبهم الذي فسر ب «من» التبيينية مقدم تقديرا، كأنك قلت: أنا في شيء من خطه في روضة، وعندي شيء من المال ما يكفي، فالمبين في كل ذلك محذوف، والذي بعد «من» عطف بيان له، حذف المعطوف وأقيم المعطوف عليه مقامه، كما يحذف المستثنى منه ويقام المستثنى مقامه في نحو: ما جاءني إلا زيد، كل ذلك ليحصل البيان بعد الإبهام (1) انتهى ملخصا.
وخضوعا وخشوعا منصوبان على المصدرية لبيان نوع العامل، أو على المفعولية لأجله تصريحا بفائدة ابثاث سره من هو أعلم به منه، وتعديد ذنوبه لدى من هو أحصى له منه.
وأحصى: أفعل تفضيل بمعنى أضبط، من أحصاه إحصاء: بمعنى ضبطه، وفيه شاهد على بناء أفعل التفضيل من أفعل الرباعي قياسا وهو مذهب سيبويه (2) والمحققين من أصحابه، واختاره في التسهيل وشرحه (3).
قال صاحب الكشف: وليس بعيدا عن الصواب، لكثرة ما جاء من هذا
قال الرضي: وإنما جاز تقديم «من» المبينة على المبهم في نحو: أنا من خطه في روضة، ومن رعايته في حرم، وعندي من المال ما يكفي، ومن الخيل عشرون، لأن المبهم الذي فسر ب «من» التبيينية مقدم تقديرا، كأنك قلت: أنا في شيء من خطه في روضة، وعندي شيء من المال ما يكفي، فالمبين في كل ذلك محذوف، والذي بعد «من» عطف بيان له، حذف المعطوف وأقيم المعطوف عليه مقامه، كما يحذف المستثنى منه ويقام المستثنى مقامه في نحو: ما جاءني إلا زيد، كل ذلك ليحصل البيان بعد الإبهام (1) انتهى ملخصا.
وخضوعا وخشوعا منصوبان على المصدرية لبيان نوع العامل، أو على المفعولية لأجله تصريحا بفائدة ابثاث سره من هو أعلم به منه، وتعديد ذنوبه لدى من هو أحصى له منه.
وأحصى: أفعل تفضيل بمعنى أضبط، من أحصاه إحصاء: بمعنى ضبطه، وفيه شاهد على بناء أفعل التفضيل من أفعل الرباعي قياسا وهو مذهب سيبويه (2) والمحققين من أصحابه، واختاره في التسهيل وشرحه (3).
قال صاحب الكشف: وليس بعيدا عن الصواب، لكثرة ما جاء من هذا