رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٤ - الصفحة ١٥٤
ووفقهم لإقامة سنتك، والاخذ بمحاسن ادبك، في إرفاق ضعيفهم وسد خلتهم، وعيادة مريضهم، وهداية مسترشدهم، ومناصحة مستشيرهم، وتعهد قادمهم، وكتمان أسرارهم، وستر
____________________
السلطان، حكاه الجوهري عن ابن السكيت (1).
وقال سيبويه: الولاية بالفتح: المصدر، وبالكسر: الاسم، مثل الامارة والنقابة، لأنه لما توليته، فإذا أرادوا المصدر فتحوا (2).
والرواية وردت في الدعاء بالوجهين، فتحتمل المصدرية والاسمية.
قال بعضهم: لا يخفى أن المناسب للمقام أن يقال: ووفقني، لكن اتفقت النسخ على هذا النحو، ويمكن أن يكون قوله عليه السلام: «في إرفاق ضعيفهم» متعلقا بولايتك أو بتولني، وهو وإن كان بحسب الظاهر بعيدا لكنه بحسب المعنى أحسن، انتهى.
وقال بعض المترجمين: وفي رواية «ووفقني» وهو أولى، والعهدة عليه.
والذي أقول: إن المناسب لعنوان الدعاء هو ما عليه الرواية من لفظ، وفقهم، فيكون الغرض الدعاء لهم بالتوفيق باستعمال هذه الآداب والأخذ بها في معاشرة بعضهم بعضا.
والسنة بالضم: في الأصل الطريقة، وسنة الله تعالى: حكمه وما شرعه من فرض أو ندب.
وإقامتها عبارة عن صيانتها وحفظها من أن يقع فيها شيء من الزيغ، أخذا من أقام العود، إذا قومه وعدله، أو عن المواظبة عليها، مأخوذ من قامت السوق، إذا نفقت، وأقمتها: إذا جعلتها نافقة، فإنها إذا حوفظ عليها كانت كالنافق الذي يرغب

(١) الصحاح: ج ٦، ص ٢٥٣٠، من دون النسبة إلى ابن السكيت.
(٢) الصحاح: ج ٦، ص 2530 نقلا عن سيبويه.
(١٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 147 149 151 152 153 154 155 156 157 158 159 ... » »»
الفهرست