رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٤ - الصفحة ٣٣٣

____________________
والملابس والمنافع. وقيل: معناه: وفي السماء تقدير رزقكم، أي: ما قسمه لكم مكتوب في أم الكتاب الذي هو في السماء.
وفي حديث أهل البيت عليهم السلام: أرزاق الخلائق في السماء الرابعة، تنزل بقدر وتبسط بقدر (1).
وقيل: المراد بالسماء: السحاب، وبالرزق: المطر، وهو المروي عن الصادق عليه السلام قال: الرزق: المطر ينزل من السماء فيخرج به أقوات العالم (2).
وقوله: «وما توعدون» قيل: هو الجنة فوق السماء السابعة وتحت العرش، وقيل:
هو الثواب والعقاب، لأن الأعمال وجزاءها مكتوبة مقدرة في السماء، وعن الصادق عليه السلام: هو أخبار القيامة والرجعة، والأخبار التي في السماء (3).
قوله: «ثم قلت فورب السماء والأرض إنه لحق» هذا هو القسم المشار إليه سابقا، أقسم سبحانه بنفسه أن ما ذكره من أمره الرزق الموعود حق لا شك فيه.
والضمير في «إنه»: راجع إليه على أنه مستعار لاسم الإشارة.
قوله تعالى: «مثل ما أنكم تنطقون» (4) قرأ حمزة والكسائي وخلف وعاصم سوى حفص «مثل» بالضم على أنه صفة لحق، والباقون بالنصب على الحالية من المستكن في الحق، أو على أنه وصف لمصدر محذوف، أي: إنه لحق حقا مثل نطقكم (5).
وقيل: إنه مبني على الفتح لإضافته إلى غير متمكن، وهو «ما» إن كانت عبارة عن شيء وإن بما في حيزها إن جعلت «ما» زائدة، ومحله الرفع على أنه صفة

(١) تفسير نور الثقلين: ج ٥ ص ١٢٤ ح ٢٥.
(٢) و (٣) تفسير القمي: ج ٢ ص ٣٣٠.
(4) سورة الذاريات: الآية 23.
(5) تفسير روح المعاني: ج 27 ص 10، مع تقديم وتأخير.
(٣٣٣)
مفاتيح البحث: سورة الذاريات (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 327 328 330 331 332 333 334 335 337 339 341 ... » »»
الفهرست