رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٤ - الصفحة ٤٧٠

____________________
ولديك: أي عندك، وهي هنا للقرب المعنوي.
وأوكد: أي أقوى وأثبت، من وكد الأمر يكد وكودا أي: قوي وثبت. وضمه في الرواية المشهورة على أنه خبر مبتدأ محذوف دل عليه ما قبله، أي: هي أوكد. وأما فتحه كما وجد بخط الشهيد فهو على أن الفتحة فيه نائبة عن الكسرة، لامتناعه من الصرف بالوصفية ووزن الفعل، إذ هو نعت لشفاعة المجرورة بالعطف على قوله:
«بدعوة».
ومما لا يكاد يقضى العجب منه قول بعضهم: نصبه على أنه خبر يكون محذوفة يدل عليها يكون بعدها، والجملة في محل خفض نعت لشفاعة، لينال (1) الله الهداية إلى سلوك جادة الصواب.
والجملة من قوله عليه السلام: «تكون بها نجاتي من غضبك» إما استئنافية لا محل لها من الإعراب، كأنه سئل ما يكون بتلك الدعوة أو الشفاعة إذا أنلت بها؟ فقال: تكون بها نجاتي.
ووحد الضمير في «بها» ولم يقل: بهما، لأن «أو» لأحد الشيئين، كأنه قيل:
تكون بإحداهما نجاتي، كقوله تعالى: «ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا» (2)، وقوله تعالى: «وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه» (3). «وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها» (4)، فوحد الضمير لاتحاد المرجع بناء على كون العطف ب‍ «أو»، لكنه راعى في الآيتين الأوليين القرب فأعاد الضمير مذكرا، وفي الآية الأخيرة الأولية فأعاده مؤنثا.
وأما قوله تعالى: «إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما» (5).

(1) (الف) فينال.
(2) سورة النساء: الآية 112.
(3) سورة البقرة: الآية 270.
(4) سورة الجمعة: الآية 11.
(5) سورة النساء: الآية 135.
(٤٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 465 466 467 468 469 470 471 472 473 474 475 ... » »»
الفهرست