____________________
والقوة: تطلق على كمال القدرة، وعلى شدة الممانعة والدفع، ويقابلها الضعف بالمعنيين، وكل من المعنيين في المتقابلين محتمل هنا، ولا يجوز إرادة كلا المعنيين فيهما معا، فإن استعمال اللفظ الواحد في معنيين متغايرين مما لا مساغ له عند المحققين، بل يمكن أن يراد بالتقوية معنى مجازي عام، يكون كلا المعنيين - من تكميل القدرة، وتشديد الممانعة والدفع - فردا حقيقيا له وهو إصلاح حالهم، فإن كلا من المعنيين المذكورين فرد حقيقي له، وكذلك يراد بالضعف سوء الحال، فيكون نقص القدرة وقلة الممانعة والدفع فردا حقيقيا له، فافهم ذلك فإنه قل من تنبه له.
والصحة في الأصل: للبدن، وهي حالة طبيعية له تجري أفعاله معها على المجرى الطبيعي، ثم استعيرت للأفعال والمعاني، فقيل: صحت الصلاة إذا أسقطت القضاء، وصح العقد إذا ترتب أثره عليه، وصح مذهبه إذا وافق الحق.
فإن قلت: يلزم على هذا الجمع بين الحقيقية والمجاز في عبارة الدعاء، لأن الصحة في الأبدان حقيقة، وفي الأديان والأخلاق مجاز، وقد صرحوا بأن إرادة المتكلم بعبارة واحدة حقيقة ومجازا غير صحيحة.
قلت: المسألة ذات خلاف مشهور، فمن جوز اجتماع الحقيقة والمجاز في كلمة واحدة، واحتج بقولهم: القلم أحد اللسانين، فله أن يختار استعمالها فيهما، ومن لا يرى صحة فينبغي أن يراد بالصحة معنى مجازي عام، يكون كل واحد من المعاني المقصودة للصحة فردا حقيقيا له، كما قلناه آنفا في المشترك، أي: وأصلح لي أحوالهم، وذلك في أبدانهم بالصحة التي هي الحالة الطبيعية، وفي أديانهم بالصحة التي هي موافقة الحق، وفي أخلاقهم بالصحة التي هي الكرم والحسن، وقس على ذلك.
قوله عليه السلام: «وعافهم في أنفسهم وجوارحهم وفي كل ما عنيت به من
والصحة في الأصل: للبدن، وهي حالة طبيعية له تجري أفعاله معها على المجرى الطبيعي، ثم استعيرت للأفعال والمعاني، فقيل: صحت الصلاة إذا أسقطت القضاء، وصح العقد إذا ترتب أثره عليه، وصح مذهبه إذا وافق الحق.
فإن قلت: يلزم على هذا الجمع بين الحقيقية والمجاز في عبارة الدعاء، لأن الصحة في الأبدان حقيقة، وفي الأديان والأخلاق مجاز، وقد صرحوا بأن إرادة المتكلم بعبارة واحدة حقيقة ومجازا غير صحيحة.
قلت: المسألة ذات خلاف مشهور، فمن جوز اجتماع الحقيقة والمجاز في كلمة واحدة، واحتج بقولهم: القلم أحد اللسانين، فله أن يختار استعمالها فيهما، ومن لا يرى صحة فينبغي أن يراد بالصحة معنى مجازي عام، يكون كل واحد من المعاني المقصودة للصحة فردا حقيقيا له، كما قلناه آنفا في المشترك، أي: وأصلح لي أحوالهم، وذلك في أبدانهم بالصحة التي هي الحالة الطبيعية، وفي أديانهم بالصحة التي هي موافقة الحق، وفي أخلاقهم بالصحة التي هي الكرم والحسن، وقس على ذلك.
قوله عليه السلام: «وعافهم في أنفسهم وجوارحهم وفي كل ما عنيت به من