____________________
قوله عليه السلام: «الرابحين في التجارة عليك» ربح فلان في تجارته ربحا وربحا من باب علم وتعب -: أصاب الربح، وهو الفضل والزيادة على رأس المال.
والتجارة: صناعة التاجر، وهي التصدي للبيع والشراء لتحصيل الربح، وقد يراد بها ما يتاجر فيه من الأمتعة ونحوها، على تسمية المفعول باسم المصدر.
قال بعضهم: في مثل هذا المقام استعار لفظ التجارة لأعمالهم الصالحة وامتثال أوامر الله تعالى، ووجه الشبه كونهم متعوضين بمتاع الدنيا وبحركاتهم في العبادة متاع الآخرة، ورشح بلفظ الرابحين لأفضلية متاع الآخرة وزيادته في النفاسة على ما تركوه من متاع الدنيا، انتهى.
والأحسن والأبلغ أن يقال: إن الترشيح الذي هو لفظ الرابحين استعارة تمثيلية، بأن شبه حال المؤمنين العاملين لله في نيلهم المنافع المترتبة على أعمالهم بحال التاجر الرابح في تجارته، ولا ينافي ذلك كون التجارة في نفسها استعارة لمعاملتهم وثباتهم على ما هم عليه من إيثارهم متاع الدنيا على متاع الآخرة وتمرنهم عليه معربة عن كون ذلك صناعة لهم راسخة، إذ ليس من ضروريات الترشيح أن يكون باقيا على الحقيقة تابعا للاستعارة لا يقصد به إلا تقويتها، كما في قولك:
رأيت أسدا واقي (1) البراثن، فإنك لا تريد به إلا زيادة تصوير الشجاع وأنه أسد كامل، من غير أن تريد بلفظ البراثن معنى آخر، بل قد يكون مستعارا من ملائم المستعار منه لملائم المستعار له، ومع ذلك يكون ترشيحا لأصل الاستعارة، كما في قوله:
ولما رأيت النسر عز ابن دأية وعشش في وكريه جاش له صدري فإن لفظ وكرين مع كونه مستعار من معناه الحقيقي، الذي هو موضع يتخذه
والتجارة: صناعة التاجر، وهي التصدي للبيع والشراء لتحصيل الربح، وقد يراد بها ما يتاجر فيه من الأمتعة ونحوها، على تسمية المفعول باسم المصدر.
قال بعضهم: في مثل هذا المقام استعار لفظ التجارة لأعمالهم الصالحة وامتثال أوامر الله تعالى، ووجه الشبه كونهم متعوضين بمتاع الدنيا وبحركاتهم في العبادة متاع الآخرة، ورشح بلفظ الرابحين لأفضلية متاع الآخرة وزيادته في النفاسة على ما تركوه من متاع الدنيا، انتهى.
والأحسن والأبلغ أن يقال: إن الترشيح الذي هو لفظ الرابحين استعارة تمثيلية، بأن شبه حال المؤمنين العاملين لله في نيلهم المنافع المترتبة على أعمالهم بحال التاجر الرابح في تجارته، ولا ينافي ذلك كون التجارة في نفسها استعارة لمعاملتهم وثباتهم على ما هم عليه من إيثارهم متاع الدنيا على متاع الآخرة وتمرنهم عليه معربة عن كون ذلك صناعة لهم راسخة، إذ ليس من ضروريات الترشيح أن يكون باقيا على الحقيقة تابعا للاستعارة لا يقصد به إلا تقويتها، كما في قولك:
رأيت أسدا واقي (1) البراثن، فإنك لا تريد به إلا زيادة تصوير الشجاع وأنه أسد كامل، من غير أن تريد بلفظ البراثن معنى آخر، بل قد يكون مستعارا من ملائم المستعار منه لملائم المستعار له، ومع ذلك يكون ترشيحا لأصل الاستعارة، كما في قوله:
ولما رأيت النسر عز ابن دأية وعشش في وكريه جاش له صدري فإن لفظ وكرين مع كونه مستعار من معناه الحقيقي، الذي هو موضع يتخذه