رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٤ - الصفحة ٣٣٤

____________________
لحق، وتؤيده القراءة بالرفع (1).
والمعنى كما أنه لا شك لكم في أنكم تنطقون، ينبغي أن لا تشكوا في حقيقة ما ذكر (2).
قال الزمخشري: وهذا كقول الناس: إن هذا لحق كما أنك ترى وتسمع ومثل ما أنك هاهنا (3).
وقال العلامة الطبرسي رضي الله عنه: شبه الله سبحانه تحقق ما أخبر عنه بتحقق نطق الآدمي ووجوده، فأراد أنه لحق كما أن الآدمي ناطق، والمعنى: أنه في صدقه وتحقق وجوده كالذي تعرفونه ضرورة (4).
قيل: لما نزلت هذه الآية قالت الملائكة: هلكت بنو آدم، أغضبوا الرب حتى أقسم لهم على أرزاقهم.
ونقل جار الله في الكشاف عن الأصمعي، قال: أقبلت من جامع البصرة، وطلع أعرابي على قعود، فقال: من الرجل؟ قلت: من بني أصمع، قال: من أين أقبلت؟ قلت: من موضع يتلى فيه كلام الرحمن، قال: أتل علي، فتلوت والذاريات، فلما بلغت قوله تعالى: «وفي السماء رزقكم» قال: حسبك فقام إلى ناقته فنحرها ووزعها على من أقبل وأدبر، وعمد إلى سيفه وقوسه فكسرهما وولى فلما حججت مع الرشيد طفقت أطوف، فإذا أنا بمن يهتف بي بصوت دقيق، فالتفت فإذا أنا بالأعرابي قد نحل واصفر فسلم علي، واستقرأ السورة فلما بلغت الآية صاح وقال: قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا، ثم قال: وهل غير ذلك؟ فقرأت «فورب السماء والأرض إنه لحق»، فصاح وقال: يا سبحان الله، من ذا الذي أغضب الجليل حتى

(1) و (2) تفسير روح المعاني: ج 27 ص 10، مع تقديم وتأخير.
(3) تفسير الكشاف: ج 4 ص 400.
(4) مجمع البيان: ج 9 - 10 ص 156.
(٣٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 328 330 331 332 333 334 335 337 339 341 342 ... » »»
الفهرست