____________________
صلوات الله عليهم، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يربط على بطنه حجرا من الجوع، وكان يسميه بالمشبع (1). وإلى ذلك أشار من قال:
وشد من سغب أحشاءه وطوى تحت الحجارة كشحا مترف الأدم ومن كلام أمير المؤمنين عليه السلام: وأيم الله يمينا أستثني فيها بمشيئة الله، لأروضن نفسي رياضة تهش معها إلى القرص إذا قدرت عليه مطعوما، وتقنع بالملح مأدوما (2) وليس ذلك منهم عليهم السلام إلا زهدا في الدنيا، وإعراضا عن متاعها وزينتها، لما كان ذلك شرطا في بلوغهم درجات النبوة والرسالة، ومراتب الوحي والولاية، فلو فتحت لهم أبواب الدنيا، واشتغلوا بنعيمها وانغمسوا في لذاتها، لانقطعوا عن حضرة جلال الله، وبعدوا عن ساحة القرب منه والوصول إليه.
ومنها: إعظام مثوباتهم على الصبر والقناعة، وظلف أنفسهم عن النزوع إلى الدنيا وشهواتها، لأنه كلما كانت المحنة أعظم كانت المثوبة عليها أجزل.
ومنها: ابتلاء المتكبرين وأرباب الدنيا بهم، إذ لو وسع الله عليهم أرزاقهم، فاتسعوا في القنيات الدنيوية من الكنوز والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث، لكانت طاعة الناس لهم أسرع، والانحياش إليهم أقرب، كما قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه في خطبته القاصعة: فإن الله سبحانه يختبر عباده المستكبرين في أنفسهم بأوليائه المستضعفين في أعينهم، ولقد دخل موسى بن عمران ومعه أخوه عليهما السلام على فرعون، وعليهما مدارع الصوف وبأيديهم العصي، فشرطا له إن أسلم بقاء ملكه ودوام عزه، فقال: ألا تعجبون من هذين؟ يشترطان لي دوام العز وبقاء الملك، وهما بما ترون من حال الفقر والذل، فهلا ألقيا عليهما أساور من ذهب؟ إعظاما للذهب وجمعه، واحتقارا للصوف ولبسه،
وشد من سغب أحشاءه وطوى تحت الحجارة كشحا مترف الأدم ومن كلام أمير المؤمنين عليه السلام: وأيم الله يمينا أستثني فيها بمشيئة الله، لأروضن نفسي رياضة تهش معها إلى القرص إذا قدرت عليه مطعوما، وتقنع بالملح مأدوما (2) وليس ذلك منهم عليهم السلام إلا زهدا في الدنيا، وإعراضا عن متاعها وزينتها، لما كان ذلك شرطا في بلوغهم درجات النبوة والرسالة، ومراتب الوحي والولاية، فلو فتحت لهم أبواب الدنيا، واشتغلوا بنعيمها وانغمسوا في لذاتها، لانقطعوا عن حضرة جلال الله، وبعدوا عن ساحة القرب منه والوصول إليه.
ومنها: إعظام مثوباتهم على الصبر والقناعة، وظلف أنفسهم عن النزوع إلى الدنيا وشهواتها، لأنه كلما كانت المحنة أعظم كانت المثوبة عليها أجزل.
ومنها: ابتلاء المتكبرين وأرباب الدنيا بهم، إذ لو وسع الله عليهم أرزاقهم، فاتسعوا في القنيات الدنيوية من الكنوز والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث، لكانت طاعة الناس لهم أسرع، والانحياش إليهم أقرب، كما قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه في خطبته القاصعة: فإن الله سبحانه يختبر عباده المستكبرين في أنفسهم بأوليائه المستضعفين في أعينهم، ولقد دخل موسى بن عمران ومعه أخوه عليهما السلام على فرعون، وعليهما مدارع الصوف وبأيديهم العصي، فشرطا له إن أسلم بقاء ملكه ودوام عزه، فقال: ألا تعجبون من هذين؟ يشترطان لي دوام العز وبقاء الملك، وهما بما ترون من حال الفقر والذل، فهلا ألقيا عليهما أساور من ذهب؟ إعظاما للذهب وجمعه، واحتقارا للصوف ولبسه،