رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٤ - الصفحة ٣٠٨

____________________
قال الراغب: الند: المشارك في الجوهر. أي: في الحقيقة (1).
وقال النظام النيسابوري: معنى قول الموحد: «ليس لله ند ولا ضد»: نفي ما يسد مسده ونفي ما ينافيه (2).
قوله عليه السلام: «فسبحانك لا إله إلا أنت» الفاء: للإشارة إلى أن ما فصل من شؤونه تعالى موجب لتنزهه وتنزيهه أكمل إيجاب، أي: إذا كنت على هذا الوجه من الوصف بالوحدانية والاقتدار، والحول والقوة والعلو والرفعة، والتعالي عن الأشباه والأضداد والأمثال والأنداد، فسبحانك، أي: تنزيها لك عما لا يليق بشأنك الأقدس وجنابك الأعلى من صفات المخلوقين.
وعنى بذلك تسبيحا ناشئا عن كمال طمأنينة النفس والإيقان بكونه تعالى على ما ذكر، أو تنزهت عن ذلك تنزها ناشئا عن ذاتك المقدسة.
وإيراده قبل قوله: «لا إله إلا أنت» أي: لا مستحق للعبادة سواك، تنبيه على أن استحقاق العبادة منوط بالتنزه عن لواحق الإمكان ولوازم الحدوث، والله أعلم.
والحمد لله أولا وآخرا، وصلى الله على رسوله هاديا وسراجا وحاشرا، وعلى آله سيما أخيه وأبي بنيه، الذي شرف بالنسب وكان له صهرا، علي قامع الكفار، عليهم سلام الله والتسليمات كثيرا وافرا. سنة 1269 ه‍.

(١) المفردات:: ص ٤٨٦، نقلا بالمعنى ج ١ ص ٦٦.
(٢) غرائب القرآن ورغائب الفرقان: ج 1 ص 66.
(٣٠٨)
مفاتيح البحث: القرآن الكريم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 300 301 302 304 307 308 309 311 313 314 315 ... » »»
الفهرست