رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٤ - الصفحة ٢٩٨

____________________
وقدرته تعالى تعود إلى اعتبار كونه مصدرا لآثاره.
والصمد بالخفض: نعت للقدرة، كأنه مما يستوي في الوصف به المذكر والمؤنث كعزب بفتحتين: وهو من الرجال من لا زوج له ومن النساء أيضا من لا بعل لها، يقال: رجل عزب وامرأة عزب كذلك، قال الشاعر:
يا من يدل عزبا على عزب * على ابنة الشيخ الحمارس الأزب (1) ويجوز أن يكون وصف القدرة بالصمد من حيث إن قدرته تعالى عين ذاته، وأن يكون المراد بالقدرة: القادر، بذكر المشتق منه مقام المشتق.
واختلفت أقوال العلماء في معنى الصمد، فقيل: هو فعل بمعنى مفعول، من صمد إليه: إذا قصده، أي: المصمود إليه في الحوائج، قال الشاعر:
ألا بكر الناعي بخير بني أسد * بعمرو بن مسعود وبالسيد الصمد (2) وهذا المعنى مروي عن أبي جعفر عليه السلام، أيضا، روى ثقة الإسلام بسنده عن داود بن القاسم الجعفري، قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: جعلت فداك ما الصمد؟ قال: السيد المصمود إليه في القليل والكثير (3).
وعنه عليه السلام أنه قال: الصمد: السيد المطاع الذي ليس فوقه آمر وناهي (4).
وعنه عليه السلام قال: حدثني: أبي زين العابدين عن أبيه الحسين بن علي سيد الشهداء أنه قال: الصمد: الذي لا جوف له، والصمد: الذي انتهى سؤدده، والصمد، الذي لا يأكل ولا يشرب، والصمد: الذي لا ينام، والصمد: الدائم الذي لم يزل ولا يزال. (5)

(١) لسان العرب: ج ١ ص ٥٩٦.
(2) التفسير الكبير للفخر الرازي: ج 32 ص 181.
(3) نور الثقلين: ج 5 ص 710.
(4) التوحيد: ص 90 ح 3.
(5) التوحيد: ص 90 ح 3.
(٢٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 290 292 293 294 297 298 299 300 301 302 304 ... » »»
الفهرست