____________________
وقد اختلفت أقوال الأصحاب في معنى قوله عليه السلام: «لك يا إلهي وحدانية العدد» لمنافاتها ظاهرا وجوب تنزيهه تعالى عن الوحدة العددية نقلا وعقلا.
أما النقل فمستفيض من أخبارهم عليهم السلام، ومنه قول أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة له: الواحد بلا تأويل عدد (1).
وقوله في خطبة أخرى: واحد لا بعدد، ودائم لا بأمد (2).
ومنه ما رواه رئيس المحدثين في كتاب التوحيد: إن أعرابيا قام يوم الجمل إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا أمير المؤمنين، أتقول: إن الله واحد؟ فحمل الناس عليه، وقالوا: يا أعرابي أما ترى ما فيه أمير المؤمنين من تقسيم القلب؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام: دعوه، فإن الذي يريده الأعرابي هو الذي نريده من القوم، ثم قال: يا أعرابي، إن القول بأن الله واحد على أربعة أقسام، فوجهان منها لا يجوزان على الله عز وجل، ووجهان مثبتان فيه، فأما اللذان لا يجوزان عليه فقول القائل: واحد، يقصد باب الأعداد، أما ترى أنه كفر من قال: ثالث ثلاثة، وقول القائل: هو واحد من الناس، يريد به النوع من الجنس، فهذا ما لا يجوز لأنه تشبيه، وجل ربنا عن ذلك وتعالى، وأما الوجهان اللذان يثبتان فيه، فقول القائل: هو واحد ليس له من الأشياء شبيه، كذلك ربنا، وقول القائل: إنه عز وجل أحدي المعنى، يعني به أنه لا ينقسم في وجود ولا عقل ولا وهم، كذلك ربنا جل وعز (3).
وأما العقل، فلأن الوحدة العددية إنما تتقوم بتكررها الكثرة العددية، ويصح بحسبها أن يقال: إن المتصف بها أحد أعداد الوجود، أو أحد آحاد الموجودات، وعز جنابه سبحانه أن يكون كذلك، بل الوحدة العددية والكثرة العددية التي هي في
أما النقل فمستفيض من أخبارهم عليهم السلام، ومنه قول أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة له: الواحد بلا تأويل عدد (1).
وقوله في خطبة أخرى: واحد لا بعدد، ودائم لا بأمد (2).
ومنه ما رواه رئيس المحدثين في كتاب التوحيد: إن أعرابيا قام يوم الجمل إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا أمير المؤمنين، أتقول: إن الله واحد؟ فحمل الناس عليه، وقالوا: يا أعرابي أما ترى ما فيه أمير المؤمنين من تقسيم القلب؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام: دعوه، فإن الذي يريده الأعرابي هو الذي نريده من القوم، ثم قال: يا أعرابي، إن القول بأن الله واحد على أربعة أقسام، فوجهان منها لا يجوزان على الله عز وجل، ووجهان مثبتان فيه، فأما اللذان لا يجوزان عليه فقول القائل: واحد، يقصد باب الأعداد، أما ترى أنه كفر من قال: ثالث ثلاثة، وقول القائل: هو واحد من الناس، يريد به النوع من الجنس، فهذا ما لا يجوز لأنه تشبيه، وجل ربنا عن ذلك وتعالى، وأما الوجهان اللذان يثبتان فيه، فقول القائل: هو واحد ليس له من الأشياء شبيه، كذلك ربنا، وقول القائل: إنه عز وجل أحدي المعنى، يعني به أنه لا ينقسم في وجود ولا عقل ولا وهم، كذلك ربنا جل وعز (3).
وأما العقل، فلأن الوحدة العددية إنما تتقوم بتكررها الكثرة العددية، ويصح بحسبها أن يقال: إن المتصف بها أحد أعداد الوجود، أو أحد آحاد الموجودات، وعز جنابه سبحانه أن يكون كذلك، بل الوحدة العددية والكثرة العددية التي هي في