النصوص القرآنية والأحاديث النبوية بل الكتاب والسنة مشحونة بذكر تجسم النفوس بصور أخلاقها وعاداتها ونياتها واعتقاداتها تصريحا وتلويحا كما في قوله تعالى ما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه الا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شئ وقوله تعالى وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت وقوله تعالى فقلنا لهم كونوا قرده خاسئين وقوله تعالى شهد عليهم سمعهم وابصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون وشهادة الأعضاء بحسب هيئاتها المناسبة لملكاتها الحاصلة من تكرر أفعالها في الدنيا وقوله تعالى يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون فصوره الكلب مثلا ولسانه أو صوته الذي بواسطة لسانه تشهد بعمله الذي هو الشر وعلى سوء باطنه وعادته وكذا غيره من الحيوانات الهالكة تشهد عليها أعضاؤها بافعالها السيئة وكقوله تعالى ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم وكقوله تعالى فيها زفير وشهيق وكقوله تعالى قال اخسؤوا فيها ولا تكلمون إلى غير ذلك من آيات النسخ.
واما ما وقع في الحديث فكقوله صلى الله عليه وآله وسلم يحشر الناس على وجوه مختلفه أي على صور مناسبة لأعمالها المؤدية إلى ضمائرها ونياتها وملكاتها المختلفة وكقوله صلى الله عليه وآله وسلم كما تعيشون تموتون وكما تنامون تبعثون وروى عنه أنه قال صلى الله عليه وآله وسلم يحشر بعض الناس على صوره يحسن عندها القردة والخنازير وفي الحديث أيضا ما معناه من خالف الامام في أفعال الصلاة يحشر ورأسه رأس حمار فإنه إذا عاش في المخالفة التي هي عين البلاهة تمكنت فيه ولتمكن صفه الحماقة فيه يحشر على صوره الحمار وفي حديث آخر في صفه المنافقين يلبسون الناس جلود الضان وقلوبهم كالذئاب هذا كله بحسب تحول الباطن من حقيقة الانسانية قوه أو فعلا إلى حقيقة أخرى بهيمية أو سبعية وبالجملة ثبوت النقل على هذا الوجه تحول بحسب الباطن ثم حشر الأرواح إلى صوره تناسبها في الآخرة امر ورد