ماهية أصلا لكن من حيث العقل يكون الوجود تابعا لها لكونه صفه لها انتهى فقد علم مما ذكره ومما ذكرناه ان الماهية متحده مع الوجود في الواقع نوعا من الاتحاد والعقل إذا حللهما إلى شيئين حكم بتقدم أحدهما بحسب الواقع وهو الوجود لأنه الأصل في أن يكون حقيقة صادره عن المبدأ والماهية متحده محموله عليه لكن في مرتبه هويه ذاته لا كالعرض اللاحق ويتقدم الاخر بحسب الذهن وهي الماهية لأنها الأصل في الاحكام الذهنية وهذا التقدم اما بالوجود كما ستعلمه أوليس بالوجود بل بالماهية وسيجئ ان هاهنا تقدما غير الخمسة المشهورة وهو التقدم باعتبار نفس التجوهر والحقيقة كتقدم (1) ماهية الجنس على ماهية النوع بلا اعتبار الوجود.
وبالجملة مغايره الماهية للوجود واتصافها به امر عقلي انما يكون في الذهن لا في الخارج وان كانت في الذهن أيضا غير منفكة عن الوجود إذ الكون في العقل أيضا وجود عقلي كما أن الكون في الخارج وجود خارجي لكن العقل من شانه ان يأخذ الماهية وحدها من غير ملاحظه شئ من الوجودين الخارجي والذهني معها ويصفها به.
فان قلت هذه الملاحظة أيضا نحو من انحاء وجود الماهية فالماهية كيف تتصف بهذا النحو من الوجود أو بالمطلق الشامل له مع مراعاة القاعدة الفرعية في الاتصاف.
قلنا هذه الملاحظة لها اعتباران (2).