بصدد اقامه البرهان عليه حيث يحين حينه من أن جميع الوجودات الامكانية والأنيات الارتباطية التعلقية اعتبارات وشئون للوجود الواجبي وأشعة وظلال للنور القيومى لا استقلال لها بحسب الهوية ولا يمكن ملاحظتها ذواتا منفصله وأنيات مستقلة لان التابعية والتعلق بالغير والفقر والحاجة عين حقائقها لا ان لها حقائق على حيالها عرض لها التعلق بالغير والفقر والحاجة اليه بل هي في ذواتها محض الفاقة والتعلق فلا حقائق لها الا كونها توابع لحقيقة واحده فالحقيقة واحده وليس غيرها الا شؤونها وفنونها وحيثياتها وأطوارها ولمعات نورها وضلال ضوئها وتجليات ذاتها كل ما في الكون وهم أو خيال * أو عكوس في المرايا أو ضلال.
وأقمنا نحن بفضل الله وتأييده برهانا نيرا عرشيا على هذا المطلب العالي الشريف والمحجوب الغالي اللطيف وسنورده في موضعه كما وعدناه إن شاء الله العزيز وعملنا فيه رسالة على حده سميناها بطرح الكونين هذا وقيل تخصص الوجود في الممكنات انما كان بإضافته إلى موضوعه لا ان الإضافة لحقته من خارج فان الوجود ذا الموضوع عرض وكل عرض فإنه متقوم بوجوده في موضوعه فوجود كل ماهية متقوم بإضافته إلى تلك الماهية لا كما يكون الشئ في المكان فان كونه في نفسه غير كونه في المكان وهو ليس بسديد فان كون العرض في نفسه وإن كان نفس كونه في موضوعه بناء ا على ما تقرر من أن وجود الاعراض في أنفسها هو وجودها لموضوعاتها لكن الوجود ليس بالقياس إلى موضوعه كالاعراض بالقياس إلى موضوعاتها فإنه ليس هو كون شئ غير الموضوع يكون كونه في نفسه هو كونه للموضوع بل الوجود نفس كون الموضوع لا كون شئ آخر له كما أن النور القائم بالجسم نفس ظهور الجسم لا ظهور شئ للجسم ففرق اذن بين كون الشئ في المكان وكون الشئ في الموضوع وهو المفهوم من كلام القائل المذكور.
ثم فرق آخر أيضا بين كون الشئ في الموضوع وبين نفس كون الموضوع نص على هذا الشيخ الرئيس في التعليقات حيث قال وجود الاعراض في أنفسها هو