كلا منهما نحو آخر من اقسام التشكيك بحسب القسمة الأولية (1).
ومن هذا القبيل ما قالوا في الفرق بينهما ان الزائد والناقص انما يقال فيما صحت اليه الإشارة إلى قدر به المساواة وزائد والى ما يمكن تعيين بعض منه بالمساواة وبعض زائد والأشد والأضعف ليس من هذا القبيل.
فعلى تقدير المسامحة يقال لهم ان العدد متقوم الحقيقة من الوحدات دون الاعداد وكل مرتبه من العدد نوع بسيط غير مركب من الاعداد الاخر فالأربعة لا يتقوم بالثلاثة ولا الثلاثة بالاثنين وإذا فصل بالعقل تبطل صورته وتحصل صوره أخرى فالتفاوت الذي يتصور بين الثلاثة والأربعة فبأي جزء من الأربعة يقع المساواة وباي منها المفاوتة وكيف يتأتى تعيين قدر به التساوي وآخر به التفاوت في الأنواع البسيطة.
وأيضا قالوا التفاوت الكيفي والمقداري والعددي يستحق أسامي مختلفه بحسب مواضعه المختلفة فان ما به الفضل في الكم المقداري بعض موهوم من هويه كامله منه متحده الحقيقة مع هويه ناقصه ومع مساويها من تلك وكذلك يتصور بينهما الاتحاد في الوجود وفي الكم العددي بعض من هويه تامه مباينة الماهية والوجود لهوية ناقصه ولمساويها (2) من تلك فيمتنع بينهما الاتحاد في الوجود وفي الكيف نفس هويه فاضله بما هي تلك الهوية الفاضلة لا بشئ موهوم منها أو موجود فيها بل بكليه ذاتها الخاصة.