بعضها على بعض بالذات والماهية مختلفه بانحاء الاختلافات التشكيكية من الأولوية وعدمها والتقدم والتأخر والقوة والضعف.
ومما ينبه على ذلك ان اجزاء الزمان متشابهه الماهية مع تقدم بعضها على بعض بالذات لا بما هو خارج عن نفسها.
ومما احتج به شيخ الاشراق في اثبات هذا المطلب قوله في كتاب المطارحات وهو ان المقدار التام والناقص ما زاد أحدهما على الاخر بعرض ولا فصل مقسم للمقدار فإنه عرضي أيضا لما يقسمه فالتفاوت في المقادير بنفس المقدار وليس الزائد خارجا عن المقدار بل ما زاد به هو كما ساوى به في الحقيقة فليس الافتراق بين الخطين المتفاوتين بالطول والقصر الا بكمالية الخط ونقصه وكذا بين السواد التام والناقص فإنهما اشتركا في السوادية وما افترقا في امر خارج عن السوادية فصلا كان أو غيره فان التفاوت في نفس السوادية.
واعترض عليه بان طبيعة المقدارين الزائد والناقص على شاكله واحده (1) والتفاوت بينهما ليس بنفس المقدار المطلق وإن كان فيه فان ما به التفاوت غير ما فيه التفاوت لأنه بنفس المقدارية المختصة بكل منهما في حد فرديتهما بحسب اختلافهما في التمادي على ابعاد محدوده إلى حدود معينه وذلك امر خارج عن طبيعة المقدارية تابع لها من جهة (2) استعدادات المادة وانفعالاتها المختلفة فكل من الطويل والقصير من الخطين إذا لوحظا من حيث طبيعة الخط كان كل منهما طولا حقيقيا يضاهى الاخر في أنه بعد واحد ولا يعقل بينهما في هذا المعنى تفاضل أصلا وإذا لوحظ مقيسا إلى الاخر كان الأزيد منهما طويلا إضافيا يفضل على الاخر بحسب الخصوصية الفردية كما قال الشيخ في قاطيقورياس الشفاء ولست أعني ان كميه لا تكون أزيد من كميه