البناء في حد البناء فزيادة تلك الآثار دليل شده القوى وقلتها دليل ضعفها.
وتحقيق ذلك ان الحدود قد تكون بحسب الذات في نفسها وقد تكون بحسب نسبتها إلى امر وقد تكون بحسبهما جميعا ولكن بالاعتبارين فتحديد الملك والبناء من حيث حقيتهما شئ ومن حيث كونهما مضافين إلى شئ شئ آخر فيؤخذ المملكة والبناء في حديهما بالاعتبار الثاني لا بالاعتبار الأول وكل من الاعتبارين ممكن الانفكاك عن الاخر وكذا البدن وتدبيره يؤخذ في تحديد النفس لا من حيث ذاتها وحقيقتها بل من حيث نفسيتها وتحريكها التدبيري فان كانت الذاتية والنفسية مما يتصور بينهما المغايرة والمفارقة كالنفوس المجردة يخالف الحد من جهة الماهية والذات للحد من جهة الفعل والتحريك وان لم يكن كذلك بل يكون الوجود الذاتي عين الوجود النسبي كبعض القوى والنفوس حيث إن حقيقتها في أنفسها عين كونها محركه لشئ أو متعلقه بشئ فالحدان متحدان فيها من غير اختلاف ولا بد في تحديدها من اخذ ما تعلقت هي به على اي وجه كان وكما أن كثره الأفاعيل البنائية يستدعى كون البناء في كونه بناء ا شديدا كاملا فكذلك كثره الأفاعيل التدبيرية توجب كون النفس في نفسيتها اي تدبيرها شديده كامله.
إذا تمهد ذلك فنقول لما ثبت وجود نفوس وقوى مادية الذوات والأفاعيل بمعنى ان وجوداتها في أنفسها وجوداتها التعلقية بأعيانها بلا مفارقه ذهنا وخارجا فيكون حد كل واحده منها بحسب أحد الاعتبارين بعينه حدها بحسب الاعتبار