لو كان (1) حاصلا في الأعيان فهو موجود لان الحصول هو الوجود وكل موجود له وجود فلوجوده وجود إلى غير النهاية.
فلقائل ان يقول في دفعه ان الوجود ليس بموجود فإنه لا يوصف الشئ بنفسه كما لا يقال في العرف ان البياض ابيض فغاية الامر ان الوجود ليس بذى وجود كما أن البياض ليس بذى بياض وكونه معدوما بهذا المعنى لا يوجب اتصاف الشئ بنقيضه عند صدقه عليه لان نقيض الوجود هو العدم واللاوجود لا المعدوم واللا موجود.
أو يقول الوجود موجود وكونه وجودا هو بعينه كونه موجودا وهو موجودية الشئ في الأعيان لا ان له وجودا آخر بل هو الموجود من حيث هو موجود والذي يكون لغيره منه وهو ان يوصف بأنه موجود يكون له في ذاته وهو نفس ذاته كما أن التقدم والتأخر لما كانا فيما بين الأشياء الزمانيي بالزمان كانا فيما بين اجزائه بالذات من غير افتقا إلى زمان آخر.
فان قيل فيكون كل وجود واجبا إذ لا معنى للواجب سوى ما يكون تحققه بنفسه.
قلنا معنى وجود الواجب بنفسه انه مقتضى ذاته من غير احتياج إلى فاعل وقابل ومعنى (2) تحقق الوجود بنفسه انه إذا حصل اما بذاته كما في الواجب أو بفاعل لم يفتقر تحققه إلى وجود آخر يقوم به بخلاف غير الوجود فإنه انما يتحقق بعد تأثير