أبي جهل في نفر من قريش وغطفان، فقال لهم: إنا لسنا بدار مقام، وقد هلك الخف والحافر، فاغدوا للقتال حتى نناجز محمدا، ونفرغ مما بيننا وبينه.
فأرسلوا إليه: أن اليوم يوم السبت وهو يوم لا نعمل فيه شيئا (وكان قد أحدث فيه بعض الناس شيئا فأصابه ما لم يخف عليكم) ومع ذلك فلسنا نقاتل معكم حتى تعطونا رهنا من رجالكم (سبعين رجلا)، يكونون بأيدينا ثقة حتى نناجز محمدا، فإننا نخشى - إن ضرستكم الحرب، واشتد عليكم القتال - أن تشمروا إلى بلادكم، وتتركونا والرجل في بلدنا، ولا طاقة لنا بذلك من محمد.
وأرسلت غطفان مسعود بن رخيلة في رجال بمثل ما راسلهم به أبو سفيان..
فلما رجعت الرسل بالذي قالت بنو قريظة قالت قريش وغطفان:
والله، إن الذي حدثكم به نعيم بن مسعود لحق.
فارسلوا إلى بني قريظة: إنا والله ما ندفع إليكم رجلا واحدا، فان كنتم تريدون القتال فاخرجوا فقاتلوا (1).