حريش، فرجعت إلى موضعنا.
ثم يقول محمد بن مسلمة: كان ليلنا بالخندق نهارا حتى فرجه الله (1).
وعن محمد بن مسلمة: أن خالد بن الوليد تلك الليلة أقبل في مئة فارس، من جهة العقيق حتى وقفوا بالمذاد وجاه قبة النبي (ص) فنذرت بالقوم، فقلت لعباد بن بشر - وكان على حرس قبة النبي (ص) وكان قائما يصلي - أتيت، فركع، ثم سجد. وأقبل خالد في ثلاثة نفر هو رابعهم، فأسمعهم يقولون: هذه قبة محمد، إرموا. فرموا، فناهضناهم حتى وقفنا على شفير الخندق، وهم بشفير الخندق من الجانب الآخر.
فترامينا، وثاب إلينا أصحابنا، وثاب إليهم أصحابهم، وكثرت الجراحة بيننا وبينهم.
ثم اتبعوا الخندق على حافتيه وتبعناهم، والمسلمون على محارسهم. فكلما نمر بمحرس نهض معنا طائفة، وثبت طائفة، حتى انتهينا إلى راتج، فوقفوا وقفة طويلة، وهم ينتظرون قريظة، يريدون أن يغيروا على بيضة المدينة، فما شعرنا إلا بخيل سلمة بن أسلم يحرس. قد أتت من خلف راتج. فلاقوا خالدا فاقتتلوا واختلطوا، فما كان إلا حلب شاة حتى نظرت إلى خيل خالد مولية. وتبعه سلمة بن أسلم حتى رده من حيث جاء.
فأصبح خالد وقريش وغطفان تزري عليه وتقول: ما صنعت شيئا في من في الخندق، ولا في من أصحر لك.