قال: أمعك أحد؟.
قال: نعم، أنا في نفر أصحابي حول قبتك.
قال: فانطلق في أصحابك، فأطف بالخندق، فهذه خيل المشركين تطيف بكم، يطمعون أن يصيبوا منكم غرة. اللهم ادفع عنا شرهم، وانصرنا عليهم. وأغلبهم، لا يغلبهم غيرك.
فخرج عباد في أصحابه، فإذا هو بأبي سفيان في خيل المشركين يطيفون بمضيق الخندق، فرماهم المسلمون بالحجارة والنبل، فرجعوا منهزمين.
ثم جاء عباد إلى النبي فوجده يصلي، فأخبره: قالت أم سلمة:
فنام حتى سمعت غطيطه (1).
ويستوقفنا في هذا الحديث: 1 - قول أم سلمة أنها كانت مع رسول الله في غزوة الخندق.
وأنها لم تفارقه فيها أصلا. وهذا يكذب ما يقوله البعض: من أنه (ص) كان يعقب بينها وبين عائشة وزينب بنت جحش.
2 - عبارة أم سلمة: فنام حتى سمعت غطيطه. لا ندري مدى صحة حصول الغطيط منه (ص)، ونحن نتوقع منه خلاف ذلك. فان الغطيط من المنفرات التي يتنزه عنها النبي.
3 - قولها: وكنا في قر شديد. قد تقدم في الفصل الأول ما يوجب الشك في هذا الامر.