الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) - السيد جعفر مرتضى - ج ٩ - الصفحة ٢٧٨
يحسنوا ظبطه، إذ أعجلهم الحال، وكان (ص) يختلف إليه ويحرسه بنفسه، خوفا من عبور المشركين منه.
ورجع مرة من الخندق. وكانت تدفئه عائشة في حضنها - فإذا دفئ خرج إلى تلك الثلمة.
قالت: فبينا رسول الله في حضني قد دفئ، وهو يقول: ليت رجلا صالحا يحرس الليلة هذا الموضع (أو قال: يحرسني. أو:
يحرس هذه الثلمة الليلة)، إذ سمع قعقعة السلاح، فقال: من هذا؟!
قال: سعد بن أبي وقاص.
فأمره أن يحرس هذا الموضع: فذهب سعد يحرسه، فنام النبي (ص) حتى نفخ. وكان إذا نام نفخ (1).
ونقول:
إننا نشك في صحة هذه القصة، ونعتقد أن المقصود بها هو تسجيل فضيلة لسعد، ولعائشة على حد سواء. وسبب شكنا هو ما يلي:.
أولا: إذا كان في الخندق موضع لم يحسنوا ضبطه، فلماذا لا يبادرون إلى ضبطه، وما المبرر لان يترك ليكون مصدر خوف للمسلمين من عبور المشركين منه.

(١) راجع: المغازي للواقدي ج ٢ ص ٤٦٣ والسيرة النبوية لدحلان ج ٢ ص ٩ وتاريخ الخميس ج ١ ص ٤٨٤ / ٤٨٥. وراجع: سبل الهدى والرشاد ج ٤ ص ٥٢٩ والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٣٢٤ وإمتاع الأسماع ج ١ ص ٢٢٩ / 230.
(٢٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 ... » »»
الفهرست