فقال خالد: أنا أقعد الليلة، وابعثوا خيلا حتى انظر أي شئ تصنع " (1).
ونقول: إن هذه الرواية موضع ريب وشك، لان إصحار سلمة بن أسلم ومن معه لخالد ومن معه واختلاطهم بهم يصعب تصديقه، لان عبور سلمة وأصحابه إلى الجانب الآخر من الخندق أو مجيئهم من خلف راتج، من طرف الخندق، إلى جهة المشركين ينطوي على مخاطرة كبرى لما فيه من تعريض أنفسهم للابادة الحتمية على يد ألوف المقاتلين من المشركين الذين كانت تعج بهم المنطقة.
ويلفت نظرنا هنا: أن الرواية لم تشر إلى مبادرة خالد لمطاولة هذه الجماعة القليلة، ثم طلب المدد من الجيش الذي هو أحد قواده.
وقد كان عليه أن ينتهزها فرصة ذهبية نادرة ليلحق بالمسلمين نكبة هائلة ومروعة.
ثم إن تلك الرواية قد تحدثت عن أن خالدا كان في مئة فارس، ولكنه حين أراد أن يرمي قبة النبي (ص) كان في ثلاثة نفر هو رابعهم.
وحين ترامى خالد وأصحابه، ومحمد بن مسلمة وأصحابه أين كان عنه أصحابه، حتى يقول الراوي - وهو محمد بن مسلمة - وثاب إلينا أصحابنا، وثاب إليهم أصحابهم.
وما معنى قوله: ثم اتعبوا الخندق على حافتيه وتبعناهم. فهل كان خالد وأصحابه على حافتي الخندق، الامر الذي يعني أن خالدا ومن معه قد عبروا الخندق إلى جهة المسلمين، أو العكس.