يرامونهم بالنبل والحجارة.
قالت: فدخل (ص) فلبس درعه ومغفره وركب فرسه، وخرج معه أصحابه، حتى أتى تلك الثغرة، فلم يلبث ان رجع وهو مسرور، فقال: صرفهم الله، وقد كثرت فيهم الجراحة.
ثم دخل (ص) فنام، فسمعوا هائعة أخرى، فانتبه (ص) فأخبروه أنه ضرار بن الخطاب فلبس (ص) درعه ومغفره وركب فرسه إلى تلك الثغرة، وعاد في وقت السحر، وهو يقول: رجعوا مفلولين قد كثرت فيهم الجراحة (1).
ونقول:
قد يمكن للبعض أن يشكك في صحة هذه الرواية، على اعتبار:
أن الروايات الأخرى قد تحدثت عن هزيمة عمر بن الخطاب أمام ضرار، وأنه كاد أن يقتله، ثم كف عنه، لأنه كان لا يقتل قرشيا قدر عليه، كما سيأتي.
كما أن الطبري وغيره يذكرون: أنه قد اختبأ هو وطلحة وغير هما في بستان إبان حرب الخندق. كما سيأتي عن قريب.
ولكن هذا التشكيك يمكن دفعه بأن عمر لم يواجه حربا بنفسه هنا، بل واجهها بغيره، أي بواسطة المسلمين الذين تصدوا للمشركين، وليس بالضرورة أن يصل به الرعب والخوف إلى حد الهزيمة من ساحة الحرب، حتى حين يكون المتحاربون هم الآخرون.
غير أن ما يلفت نظرنا هنا هو ما نراه بوضوح من محاولات