فأخذ الكرزن (الفأس) يضرب به، وإنه ليقول:
اللهم إن العيش عيش الآخرة * فاغفر للأنصار والمهاجرة اللهم العن عضلا والقاره * فهم كلفوني أنقل الحجارة (1) وكان (صلى الله عليه وآله) يحمل التراب على ظهره، أو على عاتقه (2) حتى إن التراب على ظهره وعكنه (3) وربما كان يحفر معهم حتى يعيا، ثم يجلس حتى يستريح. وجعل أصحابه يقولون: يا رسول الله، نحن نكفيك، فيقول: أريد مشاركتكم في الاجر (4) وعن أم سلمة بسند صحيح - عند احمد - كان النبي (صلى الله عليه وآله) يعاطيهم اللبن يوم الخندق، وقد اغبر شعر صدره (5) وفي نص آخر ذكره البخاري وغيره: " رأيته ينقل من تراب الخندق حتى وارى عني التراب جلدة بطنه - وكان كثير الشعر - فسمعته يرتجز بكلمات ابن رواحة:
والله لولا الله ما اهتدينا * ولا تصدقنا ولا صلينا فأنزلن سكينة علينا * وثبت الاقدام إن لاقينا