كما أن عدم تحديد المسؤوليات يؤدي إلى تخلخل في البينة الداخلية، نتيجة للاحساس بالغبن لدى من تفرض عليه ظروف عمله ان يكون هو الذي يتحمل عب ء انجاز ما فرط الآخرون في انجازه وعسى ولعل ان يتجه الفرقاء إلى إثارة الأسئلة والشكوك، ثم إلى التراشق بالتهم لتبرير حالة الضعف القائمة بسبب ذلك وعلينا بعد ذلك كله: ان نتوقع ظهور عوارض الخلل والضعف في أية خطة ترسم وتعتمد، وتفقد الكثير من حيويتها وفاعليتها في مجال التطبيق والتنفيذ كما أن توزيع الحصص على العاملين بهذه الطريقة يضمن تحقق المساواة والعدل في تحمل مشاق العمل، فلا يعمل هذا أكثر من ذاك وإذا استطاعة التفوق على اقرانه في العمل، فان ذلك يظهر للآخرين ويتجلي امتيازه على سائرهم - كما سنقرؤه بالنسبة لسلمان الفارسي، الذي ظهرت قوته في العمل، فتنافس فيه المهاجرون والأنصار اما المتواكل المتخاذل،، فلا مجال للتستر عليه، إذا كان يريد أن يتوانى في عمله ويتواكل فيه. وقد فضح القرآن المنافقين، الذين اتبعوا هذا السبيل كما تقدم هذا كله، بالإضافة إلى أن قسمة العمل على النحو المتقدم من شأنها أن تؤثر في زرع روح التفاؤل بامكانية انجاز هذا العمل الضخم وتقلل من رهبته في صدور العاملين، حينما تنحسر النظرة إلى ذلك العمل الهائل لتصبح في مدى أذرع يسيرة يتعاون على انجاز العمل فيها عشرة من المؤمنين
(١١٣)