شخصية كان لها سلطان روحي وزمني أيضا على أمة من الأمم. ومع ذلك فقد عملت مثل عامل عادي، وجنبا إلى جنب مع اتباعها في ساعة الحرج الوطني العظيم " (1) ب - إن مشاركته صلى الله عليه وآله وسلم في حفر الخندق تجسد عمليا للمسافة بين جميع فئات المجتمع، تخرجها عن أن تكون مجردة شعار، يراد له ان يبقى في حدود إثارة المشاعر، في النشاط الاعلامي الجماهيري، دون ان تجاوز ذلك ليصبح حياة وحركة، نهجا وسلوكا المساواة في نظر الاسلام نهج وسلوك، وخلق اسلامي وانساني رفيع ونبيل، تنطق من خلاله وعلى أساسه مثل وقيم في جهات حياتية شتى. ولأجل ذلك نجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم يشارك أصحابه في حفر الخندق مشاركة حقيقية، فهو يتعب كما يتعبون، ويرتجز كما يرتجزون، ويجوع كما يجوعون، ويشاركهم حلو العيش ومره، ويشترك معهم في تحمل المتاعب والمواجهة المصاعب ويكون أكثرهم عناء، وأعظمهم غناء ج - ان هذه المشاركة منه (صلى الله عليه وآله) لم تكن عن تواضع يريد من ورائه نيل رضاهم ومن خلال المواساة التي يتلمسونها في مشاركته تلك. بل هي منطلقة بالإضافة إلى ذلك من قناعة راسخة بالقيم والمبادئ، وبالمثل الاسلامية والانسانية، التي تجعل ذلك عبادة إلهية، وعبودية له سبحانه وتعالى، تلك العبادة والعبودية التي لا تستثني ولا تجامل ولا تحابي أحدا أيا كان
(١١٩)