ويستنفر القبائل وهو بتادورنت فوجدها قفرا خلاء الا قليلا من الدور بخارجها ونزل على حميدين صهر علي بن بدر وقريبه بحصن تيسخت على وادى السوس كان لصنهاجة فغلبهم عليه ابن بدر وملكه فنازله أبو دبوس وحاصره أياما وهزم فيها جموعه وداخل محمد ابن علي بن زكدان في افراج أبى دبوس على سبعين ألف دينار يؤديها إليه فأعجله الفتح من ذلك ونجا بذمائه إلى بيته وطولب بالمال وبقي معتقلا عند ابن زكدان وامتنع على ابن بدر بحصنه ثم أطاع ووصلت رسله بطاعته فانصرف الواثق إلى حضرته ودخلها سنة خمس وستين وبلغه الخبر بانتقاض يعقوب بن عبد الحق وأنهى إليه فبعث بمرتبه إلى تلمسان صحبة أبى الحسن بن قطرال وابن أبي عثمان رسول يغمراسن خرج إليهم من مراكش ابن أبي مديون الونكاسي دليلا وسلك بهم على الثغر إلى سجلماسة وبها يحيى ابن يغمراسن فبعثهم مع بعض المعقل إلى أبيه وألفوه بجهة مليانة فأقام ابن قطرال بتلمسان ينتظره وكان يعقوب بن عبد الحق لما بلغه ذلك نهض إلى مراكش بجيوش بنى مرين ونزل بضواحي مراكش وأطاعه أهل النواحي ونهض إليه أبو دبوس بعساكر الموحدين فاستجره يعقوب إلى وادى أعفر ثم ناجزه الحرب فاختل مصافه وفر عسكره وانهزم يريد مراكش والقوم في اتباعه فأدرك وقتل وبادر يعقوب بن عبد الحق فدخل مراكش في المحرم فاتح سنة ثمان وستين وفر بقية المشيخة من الموحدين إلى معاقلهم بعد أن كانوا بايعوا عبد الحق أحد بنى أبى دبوس وسموه المعتصم مدة من خمسة أيام وخرج في جملتهم وانقرض أمر بنى عبد المؤمن والبقاء لله وحده اه
(٢٦٥)