احدى وخمسين وجاهر بالعناد وسرح إليه السلطان عسكرا من الجند فرجعوا عنه ولم يظفروا به وتفاقم أمره سنة ثنتين وخمسين وجمع اعراب الشبانات وبنى حسان وحل أموال ونازل تارودانت فحاصر من كان بها وسرح المرتضى إليه عسكرا من الموحدين فأفرج عنها ثم رجع بعد قفولهم إلى حاله وعثر المرتضى على خطابه لقريبه ابن يونس إليه بخطه فاعتقل هو وأولاده ثم قتل وفى هذه السنة استدعى مشيخة الخلط إلى الحضرة وقتلوا لما كان منهم في مهلك السعيد وفيها خرج أبو الحسن بن يعلو في عسكر من الموحدين إلى تامسنا ليكشف أحوال العرب ومعه يعقوب بن جرمون وعهد إليه المرتضى بالقبض على يعقوب بن محمد بن قيطون شيخ بنى جابر فتقبض عليه وعلى وزيره ابن مسلم وطير بهما إلى الحضرة معتقلين وفى سنة ثلاث وخمسين خرج المرتضى من مراكش لاسترجاع فاس ونواحيها من يد بنى مرين المتغلبين عليها فوصل إلى بنى بهلول وزحف إليه بنو مرين وأميرهم أبو يحيى فكانت الهزيمة على الموحدين بذلك الموضع ورجع المرتضى مفلولا إلى مراكش ورعى بنى مرين من بعد ذلك سائر أيامه واستبد العزفى بسبتة وابن الأمير بطنجة كما نذكره في أخبارهم وفى سنة خمس وخمسين بعث المرتضى إلى السوس عسكرا من الموحدين لنظر أبى محمد بن أصناك فلقيهم على ابن بدر وهزمهم واستبد بأمره في السوس وفى هذه السنة استولى أبو يحيى بن عبد الحق على سجلماسة وتقبض على واليها عبد الحق بن أصكو بمداخلة من خديم له يعرف بمحمد القطراني بنواحي سلا فصرف عبد الحق ابنه محمدا هذا في مهمة وقربه من بين أهل خدمته وحدثته نفسه بالثورة استمال عرب المعقل أولا بالمشاركة في حاجاتهم عند مخدومه والاحسان إليهم حتى اشتملوا عليه ثم داخل أبا يحيى بن عبد الحق فقاده وسرحه إلى مراكش وكان القطراني شرط على أبي يحيى أن يكون والى سجلماسة فأمضى له شرطه وأنزل معه بها من رجالات بنى مرين حتى إذا هلك أبو يحيى بن عبد الحق أخرجهم محمد القطراني واستبد بأمر سجلماسة وراجع دعوة المرتضى واعتذر إليه واشترط عليه الاستبداد فأمضى له شرطه الا في أحكام الشريعة وبعث أبا عمر بن حجاج قاضيا من الحضرة وبعض السادات للنظر في القضية وقائدا من النصارى بعسكر للحماية فأعمل ابن الحجاج الحيلة في قتل القطراني وتولاه قائد النصارى واستبد السيد بأمر سجلماسة بدعوة المرتضى واستفحل أمر بنى مرين أثناء ذلك ونزل يعقوب بن عبد الحق بسائط تامسنا فسرح إليهم المرتضى عساكر الموحدين لنظر يحيى بن وانودين فأجفلوا إلى وادى أم ربيع فاتبعهم الموحدون فرجعوا إليهم وغدرهم بنو جابر فانهزم الموحدون بأمر الرجلين ولحق شيخ الخلط عيسى بن علي ببني مرين وارتحلوا إلى
(٢٥٩)