وكان مسعود بن حمدان الخلطي قد أغراه عمر بن وقاريط بالخلاف لصحابة بينهما وكان مولى ببأسة وكثرت جموعه يقال ان الخلط كانوا يومئذ يناهزون اثنى عشر ألفا سوى الرجل والاتباع والحشود فمرض في الطاعة وتثاقل عن الوفادة ولما علم بعقد الموحدين اجتمع اعتراضهم وقتلهم للفرقة والشتات في الدولة فأعمل الرشيد في استدعائه وصرف عساكره إلى باجة لنظر وزيره السيد أبى محمد حتى خلا لابن حمدان الجو وذهب عنه الريب واستقدمه فأسرع اللحاق بالحضرة وقذم معه معاوية عم عمر بن وقاريط فتقبض عليه وقتل لحينه واستدعى مسعود بن حمدان إلى المجلس الخلافي للحديث فتقبض عليه وعلى أصحابه وقتلوا ساعتئذ بعد جولة وهيعة وقضى الرشيد حاجة نفسه فيهم واستقدم وزيره وعساكره من باجة فقدموا ولما بلغ خبر مقتلهم إلى قومهم قدموا عليهم يحيى بن هلال بن حمدان وأجلبوا على سائر النواحي وأخذوا بدعوة يحيى واستقدموه من مكانه بقاصية الصحراء وداخلهم في ذلك عمرو بن وقاريط وزحفوا لحصار الحضرة وخرجت العساكر لقتالهم ومعهم عبد الصمد بن يلولان فدفع ابن وقاريط في جموعه من العساكر فانهزموا وأحيط بجند النصارى فقتلوا وتفاقم الامر بالحضرة وعدمت الأقوات واعتزم الرشيد على الخروج إلى جبال الموحدين فخرج إليها وسار منها إلى سجلماسة فملكها واشتد الحصار على مراكش وافتتحها يحيى بن الناصر وقومه من هسكورة والخلط وسار أمرهم فيها وتغيرت أحوال الخلافة وتغلب على السلطان السيد أبو إبراهيم بن أبي حفص الملقب بابي حافة وفى سنة ثلاث وثلاثين خرج الرشيد من سجلماسة بقصد مراكش وخاطب جرمون بن عيسى وقومه من سفيان فأجازوا وادى الربيع وبرز إليه يحيى في جموعه والتقى الفريقان فانهزمت جموع يحيى واستحر القتل فيهم ودخل الرشيد إلى الحضرة ظافرا وأشار يحيى بن وقاريط على الخلط بالاستصراخ بابن هود صاحب الأندلس والاخذ بدعوته فنكثوا بيعة يحيى وبعثوا وفدهم إلى ابن هود صحبة عمر بن وقاريط على الخلط بالاستصراخ فاستقر هنا لك وخرج الرشيد من مراكش وفر الخلط أمامه وسار إلى فاس وسرح وزيره السيد أبا محمد إلى غمارة وفازاز لجباية أموالها وكان يحيى بن الناصر لما نكث الخلط بيعته لحق بعرب المعقل فأجاروه ووعدوه النصرة واشتطوا عليه المطالب وأسف بعضهم بالمنع فاغتاله في جهة تازى وسيق رأسه إلى الرشيد بفاس فبعثه إلى مراكش وأوغر إلى نائبه بها أبى علي بن عبد العزيز لقتال العرب الذين كانوا في اعتقاله وهو حسن بن زيد شيخ العاصم وقائد اتباعا من شيخها أبى ابر فقتلهم وانكفأ الرشيد راجعا إلى حضرته سنة أربع وثلاثين وبلغه استيلاء صاحب درعه أبى محمد بن وانود بن علي سجلماسة وذلك أن
(٢٥٥)