إشبيلية وبايعوا جميعا للأمير أبى زكريا صاحب إفريقية ثم انتقض عليه بسجلماسة عبد الله بن زكريا الهزوجي صاحب تلمسان فنهض الأمير أبو زكريا صاحب إفريقية بسبب ذلك إلى تلمسان واستولى عليها ثم عقد عليها بغمراسن حسبما يذكر في أخباره وخرج السعيد من مراكش لتمهيد بلاد المغرب سنة ثنتين وأربعين وتغير لسعيد بن زكريا الكدميوى فتقبض عليه من معسكره بنانسفت وفر أخوه أبو زيد ومعه أبو سعيد العود الرطب ولحقوا بسجلماسة فاستصفى أموالهم بمراكش وارتحل بقصد سبجلماسة وأخذ واليها عبد الله الهزوجي في أسباب الامتناع فغدر به أبو زيد بن زكريا الكدميوى وداخل أهل سجلماسة في الثورة عليه وملك البلد واستدعى السيد لها فوصل وقتل الهزرجي وفر أبو سعيد العود الرطب إلى تونس ثم رجع السعيد إلى المغرب وقتل سعيد بن زكريا ونزل العغرقدة من أحواز فاس وعقد المهادنة مع بنى مرين وقفل إلى مراكش فتقبض على أبي محمد بن وانودين واعتقله بأزمور واعتقل معه يحيى بن مزاحم ويحيى بن عطوش لنظر ابن ماكس فأعمل الحيلة في الفرار من معتقله وخلص ليلا إلى كانون بن جرمون فأركبه وبعث معه من عرب سفيان من أوصله إلى قومه هنتاتة وراسله السعيد على أثرها وسكنه واعتذر له وأسعفه بسكنى تاقيوت من حصون عمله بأهله وولده ثم انتقض على السعيد كانون بن جرمون وسفيان وخالفهم إليه بنو جابر والخلط وخرج من مراكش واستوزر السيد أبا إسحاق بن السيد أبى إبراهيم اسحق أخي المنصور واستخلف أخاه أبا زيد على مراكش وأخاهما أبا حفص عمر على سلا وفصل من مراكش سنة وجمع له أبو يحيى بن عبد الحق جموع بنى راشد وبنى ورار سفيان حتى إذا ترائى الفريقان للقاء خالف كانون بن جرمون الموحدين إلى أزمور واستولى عليها ورجع السعيد ادراجه في اتباعه ففر كانون واعترضه السعيد فأوقع به واستلحم كثيرا من سفيان قومه واستولى على ماله من مال وماشية ولحق كانون في فل بنى مرين ورجع السعيد إلى الحضرة وفى سنة ثلاث وأربعين ثارت العامة بمكناسة على واليها من قبل السعيد فقتلوه وحذر مشيختها من سطوته فحولوا الدولة إلى الأمير أبى زكريا بن أبي حفص صاحب إفريقية وبعثوا إليه ببيعتهم وكان من الثنا أبى مطرف بن عميرة وذلك بمداخلة أبى يحيى بن عبد الحق أمير بنى مرين ووفاقه له على ذلك وشارطوا أبا يحيى بن عبد الحق بمال دفعوه إليه على الحماية ثم راجعوا أمره وأوفدوا صلحاءهم لبيعتهم فرضى عنهم السعيد ورضوا عنه وفى هذه السنة بعث أهل إشبيلية وأهل سبتة بطاعتهم للأمير أبى زكريا صاحب إفريقية وبعث ابن خلاص بهديته مع ابنه في أسطول أنشأه لذلك فغرق عند اقلاعه من المرسى وفى سنة ست
(٢٥٧)