هذا وأرجع إلى قومي فامتعض تاشفين لكلمته وأذن له في المناجزة فحمل على القوم فركبوا وصموا للقائه فكان آخر العهد به وبعسكره وكان تاشفين بعث من قبل ذلك قائده على الروم الروبرتير في عسكر ضخم كما قلناه فأغار على بنى سندم وزناتة الذين كانوا في بسيطهم ورجع بالغنائم فاعترضه الموحدون من عسكر عبد المؤمن فقتلوهم وقتل الروبرتير ثم بعث بعثا آخر إلى بلاد بنى نوما فلقيهم تاشفين بن ماخوخ ومن كان معه من الموحدين واعترضوا عسكر بجاية عند رجوعهم فنالوا منهم أعظم النيل وتوالت هذه الوقائع على تاشفين فأجمع الرحلة إلى وهران وبعث ابنه إبراهيم ولى عهده إلى مراكش في جماعة من لمتونة وبعث كاتبا معه أحمد بن عطية ورحل هو إلى وهران سنة تسع وثلاثين فأقام عليها شهرا ينتظر قائد أسطوله محمد بن ميمون إلى أن وصله من المرية بعشرة أساطيل فأرسى قريبا من معسكره وزحف عبد المؤمن من تلمسان وبعث في مقدمته الشيخ أبا حفص عمر بن يحيى وبنى مانو من زناتة فتقدموا إلى بلاد بنى يلومى وبنى عبد الواد وبنى ورسيفين وبنى توجين وأثخنوا فيهم حتى دخلوا في دعوتهم ووفد على عبد المؤمن برؤوسائهم وكان منهم سيد الناس بن أمير الناس شيخ بنى يلومى فتلقاهم بالقبول وسار بهم في جموع الموحدين إلى وهران ففتحوا لمتونة بمعسكرهم ففضوهم ولجأ تاشفين إلى رابية هناك فأحدقوا بها وأضرموا النيران حولها حتى غشيهم الليل فخرج تاشفين من الحصن راكبا على فرسه فتردى من بعض حافات الجبل وهلك لسبع وعشرين من رمضان سنة تسع وثلاثين وخمسمائة وبعث برأسه إلى تينملل ونجا فل العسكر إلى وهران فانحصروا مع أهلها حتى جهدهم العطش ونزلوا جميعا على حكم عبد المؤمن يوم الفطر من تلك السنة وبلغ خبر مقتل تاشفين إلى تلمسان مع فل لمتونة وفيهم أبو بكر بن ولحف وسير بن الحاج وعلي بن ميلو في آخرين من أعيانهم ففر معهم من كان بها من لمتونة وقدم عبد المؤمن فقتل من وجد بتاكرارت بعد أن كانوا بعثوا ستين من وجوههم فلقيهم يصليتن من مشيخة بنى عبد الواد فقتلهم أجمعين ولما وصل عبد المؤمن إلى تلمسان استباح أهل تاكرارت لما كان أكثرهم من الحشم وعفا عن أهل تلمسان ورحل عنها لسبعة أشهر من فتحها بعد أن ولى عليها سليمان بن محمد بن وانودين وقيل يوسف بن وانودين وفيما نقل بعض المؤرخين انه لم يزل محاصرا تلمسان والفتوح ترد عليه وهنا لك وصلته بيعة سجلماسة ثم اعتزم على الرحيل إلى المغرب وترك إبراهيم بن جامع محاصر التلمسان فقصد فاس سنة احدى وأربعين وقد تحصن بها يحيى الصحراوي من فل تاشفين من تلمسان فنازلهم عبد المؤمن وبعث عسكرا لحصار مكناسة ثم رحل في اتباعه وترك عسكرا من الموحدين على فاس وعليهم الشيخ
(٢٣١)