وأذعنوا لأداء الضرايب والمغارم وجبايتها من قومهم والخفوف إلى العسكر إلى السلطان متى دعوا إليها شأن غيرهم من سائر المصامدة (وأما انتيفت فكانت رياستهم في أولاد هنوا وكان يوسف بن كنون منهم اتخذ لنفسه حصن تاقيوت وامتنع به ولم يزل ولده على ومخلوف يشيدانه من بعده وهلك يوسف وقام بأمره ابنه مخلوف وجاهر بالنفاق سنة ثنتين وسبعمائة ثم راجع الطاعة وهو الذي تقبض على يوسف بن أبي عياد المتعدى على مراكش أيام أبى ثابت سنة سبع وسبعمائة كما نذكر في أخباره لما أحيط به فتقبض عليه مخلوف وأمكن منه وكانت وسيلته من الطاعة وكان من بعده ابنه هلال ابن مخلوف والرياسة فيهم متصلة لهذا العهد (وأما بنو نفال) فكانت رياسته لأولاد تروميت وكان منهم لعهد السلطان أبى سعيد وابنه أبى الحسن كبيرهم علي بن محمد وكان له في الخلاف والامتناع ذكر واستنزله السلطان أبو الحسن من محله لأول ولايته بعد حصاره بمكانه وأصاره في جملته تحت عنايته وأمرائه إلى أن هلك بتونس بعد واقعة القيروان في الطاعون الجارف وولى بنوه من بعده أمر قومهم إلى أن انقرضوا والرياسة لهذا العهد في أهل بيتهم ولأهل عمومتهم (واما فطواكة) وهم أوسع بطونهم وأعظمهم رياسة فيهم وأقربهم اختصاصا لصاحب الملك واستعمالا في خدمته وكان بنو خطاب منذ انقراض أمر الموحدين قد جنحوا إلى بنى عبد الحق وأعطوهم المقادة واختصوا شيوخهم في بني خطاب بالولاية عليهم وكان شيخهم لعهد السلطان يوسف بن يعقوب محمد ابن مسعود وابنه عمر من بعده وهلك عمر سنة أربع وسبعمائة بمكانه من محله وولى بعده عمه موسى بن مسعود وسخطه السلطان لتوقع خلافه فاعتقله وكان خلاصه من الاعتقال سنة ست وسبعمائة وقام بأمر هسكورة من بعده محمد بن عمر بن محمد بن مسعود ولما استفحل ملك بنى مرين وذهب أثر الملك من المصامدة وبعد عهدهم صار بنو مرين إلى استعمال رؤسائهم في جباية مغارمهم لكونهم من جلدتهم ولم يكن فيهم أكبر رياسة من أولاد تونس في هنتاتة وبنى خطاب هؤلاء في هسكورة فداولوا بينهم ولاية الاعمال المراكشية وليها محمد بن عمر هذا من بعد موسى بن علي وأخيه محمد شيوخ هنتاتة فلم يزل واليا منها إلى أن هلك قبيل نكبة السلطان أبى الحسن بالقيروان ولحق ابنه إبراهيم بتلمسان ذاهبا إلى السلطان أبى الحسن فلما دعا أبو عنان إلى نفسه رجع عنه إلى محله وتمسك بما كان عليه من طاعة أبيه ورعاه أبو عنان لعمه عبد الحق وقلده الاعمال المراكشية فلم يغن في منازعه إلى أن لحق السلطان أبو الحسن بمراكش فكان من أعظم دعاته وأبلى في مظاهرته فلما هلك السلطان أبو الحسن اعتقله أبو عنان وأودعه السجن ثم قتله بين يدي نهوضه إلى تلمسان سنة ثلاث وخمسين وقام بأمره من بعده أخو
(٢٠٤)