المصانع والقصور وانتقل إليها آخر المائة الثانية ودوخ بلاد الصغرا وأخذ الخمس من معادن درعة وأصهر لعبد الرحمن بن رستم صاحب تاهرت بابنه مدرار في ابنته أروى فأنكحه إياها ولما هلك سنة ثمان ومائتين ولى بعده ابنه مدرار ولقبه المنتصر وطال أمر ولايته وكان له ولدان اسم كل واحد منهما ميمون أحدهما لا روى بنت عبد الرحمن بن رستم وقيل إن اسمه أيضا عبد الرحمن والآخر لبغى وتنازع في الاستبداد على أبيه ودامت الحرب بينهما ثلاث سنين وكانت لأبيهما مدرار صاغية إلى أن أردى فجال معه حتى غلب فاخذه وأخرجه عن سجلماسة ولم يلبث أن خلع أباه واستبد بأمره ثم ساءت سيرته في قومه ومدينته فخلعوه وصار إلى درعة وأعادوا مدرارا إلى أمره ثم حدث نفسه بإعادة ابنه ميمون بن الرستمية إلى امارته بصاغية إليه فخلعوه ورجعوا ابنه ميمونا من البغي وكان يعرف بالأمير ومات مدرار اثر ذلك سنة ثلاث وخمسين لخمس وأربعين من ملكه وأقام ابنه ميمون في استبداده إلى أن هلك سنة ثلاث وستين وولى ابنه محمد وكان أباضيا وتوفى سنة سبعين فولى اليسع بن المنتصر وقام بأمره ولحق عبيد الله الشيعي وابنه وأبو القاسم بسجلماسة لعهده وأوعد المعتضد إليه في شأنهما وكان على طاعته فاستراب بهما وحبسهما إلى أن غلب الشيعي بني الأغلب وملك رقاده فزحف إليه لاستخرج عبيد الله وابنه من محبسه وخرج إليه اليسع في قومه مكناسة فهزمه أبو عبد الله الشيعي واقتحم عليه سجلماسة وقتله سنة ست وتسعين واستخرج عبيد الله وابنه من محبسهما وبيع لهما وولى عبيد الله المهدى على سجلماسة إبراهيم بن غالب المراسي من رجالات كتامة وانصرف إلى إفريقية ثم انتقض أمراء سجلماسة على واليهم إبراهيم فقتلوه ومن كان معه من كتامة سنة ثمان وتسعين وبايعوا الفتح بن ميمون الأمير ابن مدرار ولقبه واسول وميمون ليس هو ابن البغي الذي تقدم ذكره وكان أباضيا وهلك قريبا من ولايته لرأس المائة الثالثة فولى أخوه أحمد واستقام أمره إلى أن زحف مصالة بن حبوس في جموع كتامة ومكناسة إلى المغرب سنة تسع وثلثمائة فدوخ المغرب وأخذهم بدعوة صاحبه عبيد الله المهدى وافتتح سجلماسة وتقبض على صاحبها أحمد بن ميمون بن مدرار وولى عليها ابن عمه المعتز بن محمد ابن ساور بن مدرار فلم يلبث ان استبد وبلغها المعتز وهلك سنة احدى وعشرين قبيل ملك المهدى وولى من بعده ابنه أبو المنتصر محمد بن المعتز فمكث عشرا ثم هلك وولى من بعده ابنه المنتصر سمكو شهرين وكانت جدته تدبر أمره لصغره ثم ثار عليه ابن عمه محمد ابن الفتح بن ميمون الأمير وتغلب عليه وشغب عليه بنو عبيد الله لفتنة ابن أبي العافية وتاهرت ثم نقلته إلى أبي يزيد بعدهما فدعا محمد بن الفتح لنفسه بحواعا بالدعوة لبنى
(١٣١)